لفتت مصادر في "8 آذار" لصحيفة "الجمهورية" إلى أنه "لا معلومات لديها بعد عن الحراك الجاري في السعودية وأنها لا تدرك السبب الفعلي لهذه الزيارات اللبنانية، فمن المبكر معرفة ما يجري"، مشددةً على أنه "لا مصلحة لأحد، لا في لبنان ولا في السعودية، في اسقاط الحكومة".
وعن سبب استمرار الحكومة على رغم كل الخلافات بين مكوناتها، أشار المصادر إلى أنه "اولاً الخلافات ليست بشيء جديد، "فكلّ عمرو في حكومة وفي خلافات"، وما يجعل الحكومة مستمرة هو اوّلاً مصلحة رئيس الحكومة سعد الحريري في ان تبقى مستمرة، فهذه حكومته، وبالتالي الاتفاق الذي اتى به رئيساً للحكومة وافضى الى انتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية لا يزال ساريَ المفعول بين مختلف القوى السياسية المحلية"، لافتةً إلى أن "قوة الدفع للحكومة لا تزال مستمرة حتى موعد الانتخابات، ونعتقد انّ كل محاولات التوتر بين تيار "المستقبل" و"التيار الوطني الحر" او بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر" او بين الرئيس عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري لن تؤدي الى استقالة الحكومة، لأن كل الجهات ملتزمة الاتفاق الذي ادّى الى وصول الحريري الى رئاسة الحكومة، وهذا الاتفاق لا يزال ساريَ المفعول".
وسألت المصادر: "إذا سقطت الحكومة ما هي مصلحة السعودية؟ فرئيس الحكومة الآن هو حليف السعوديين وهناك مصلحة للجميع اقليمياً ودولياً، وبالطبع محلياً، في مزيد من الاستقرار الامني والسياسي في البلد، ولا نعتقد انّ احداً يفكّر في استقالة الحكومة"، مشيرةً إلى أن "الحريري لم يعد رئيس حكومة منذ العام 2011 عندما زار الرئيس الأميركي السابق باراك اوباما في البيت الابيض، ولم يتولّ سدّة الرئاسة الثالثة مرة منذ حينه، بل جاء رئيس الحكومة الاسبق نجيب ميقاتي ورئيس الحكومة السابق تمام سلام "مِش بالهيّن يستقيل" بغضّ النظر عن خوف السنّة من انتقال الصلاحيات الى رئيس الجمهورية اذا استقالت الحكومة ومصلحته تقتضي بالبقاء رئيساً للحكومة حتى الانتخابات ويمكن طوال عهد الرئيس عون".
وعن الخلافات والتصعيد في الخطاب السياسي، أشار المصادر إلى أنه "عندما يجلسون معاً في الحكومة او مجلس النواب ينتهي كل ذلك، لانّ السبب الحقيقي للتصعيد هو انتخابي ولو كانت لديهم النيّة فعلاً بالاستقالة "ما بيشتغلوا بهالطريقة".
وتعليقاً على إمرار لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الأميركي مشروعي قرار لتشديد العقوبات على "حزب الله"، اعتبرت المصادر أن "الخطة الاميركية لمحاصرة "حزب الله" قديمة، فحتى حين كان الحريري في واشنطن صرّح الرئيس الاميركي دونالد ترامب في حضوره ضد الحزب، فالموقف الاميركي من موضوع "حزب الله" والعقوبات عليه مرتبط باسرائيل اكثر ممّا هو مرتبط بأي عنصر آخر، لكن كما قيل في المرة الماضية، ايّ تأثير لهذه العقوبات سينعكس على مجمل الاقتصاد اللبناني وعلى الشعب اللبناني، لكن لا شكّ في انّ هناك مجموعة عناصر سيئة تتجمّع في المنطقة من بينها مخاطر التقسيم التي تلوح من شمال العراق او العقوبات على الحزب او استدعاء فريق من السياسيين من 14 آذار الى السعودية وهذه العناصر تنبئ بوجود ملامح مشروع ضد "حزب الله" محلياً، وعلى مستوى المنطقة".
ولفتت إلى ان "السبب الرئيسي هو أنّ نتيجة الحرب في سوريا على الارهاب ادت الى انتصار محور وفشل محور آخر في تحقيق اهدافه على الارض السورية، فكل ما يجري هو محاولات انتقام مما حصل في سوريا، لكن نأمل في ان لا يكون لهذا الموضوع اي اساسات داخلية في لبنان، ونعتقد انّ الجميع ملتزم الاستقرارَ الامني والسياسي والحفاظ على الحكومة حتى موعد الانتخابات النيابية".
وتوقّعت المصادر "ان تتصاعد اللهجة السياسية في قابل الايام"، متابعةً "انظروا، هناك مشكلات بين "التيار الوطني الحر" وتيار "المستقبل" على خلفية الاحداث في سوريا، فالانتخابات تفصلهم والصفقات تجمعهم، وكل المناخ المتوتر على المستوى الداخلي سببه الفعلي هو الانتخابات".
