لفتت اوساط سياسية ل​صحيفة الديار​ الى زيارة اللواء ​اشرف ريفي​ امس وامس الاول لكل من رئيس الحكومة السابق ​نجيب ميقاتي​ والنائب ​محمد الصفدي​ في ​طرابلس​ في لقاءين بارزين هما الاولان من نوعهما بين الثلاثة بعد معركة طرابلس البلدية والاختيارية الاخيرة.

وأكدت الأوساط ان توقيت الزيارتين ليس عبثياً وانه مدروس بدقة وفيهما الكثير من المعاني والعبر والدلالات والرسائل، واول هذه الرسائل هي سعودية اذ حتى الساعة لم توجه ​الرياض​ ومكتب بن سلمان دعوة الى شخصية سنية باستثناء ريفي، ولم توجه اي دعوة لا الى رئيس الحكومة سعد الحريري ولا الى وزير الداخلية ​نهاد المشنوق​ المعروف بصلته القوية مع محمد بن سلمان ولا اي شخصية اخرى من فريق الحريري المقرب ما يعني ان هناك امتعاضاً سعودياً- وتسميه الاوساط الطرابلسية- "انبطاح" الحريري امام سطوة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون و​حزب الله​ اذ ينفذ الحريري ما يريده هذا "الثنائي المرعب" الذي يُغضب بن سلمان الذي يعتبر والدوائر المقربة منه ان الحريري لم يستطع ان يتصدى لـ"المشروع الايراني" الذي يمثله حزب الله في لبنان وجر المسيحيين اليه وعلى رأسهم عون و​التيار الوطني الحر​ ومعه النائب سليمان فرنجية.

هؤلاء الى ان الحريري حريص على مصلحته الخاصة كرئيس حكومة ورئيس تيار ضعيف شعبيا ومطوق من الشيعة والمسيحيين اكثر من حرصه على مصالح السعودية و"العهد الجديد" الذي يمثله بن سلمان، كما تنقل الاوساط الطرابلسية ما يردده "جماعة" المستقبل في طرابلس، فالسعودية لم تعد ترى في الحريري الشريك السني الامثل لتنفيذ مشاريعها وخصوصا التصعيدية والتي يبدو ان آوانها قد حان بعد بدء مسلسل الاستدعاء السعودي لشخصيات مسيحية وسنية ودرزية. وألمحت الى شمول اسم النائب ​نعمة طعمة​ الذي يقوم بدور "الرسول" بين النائب ​وليد جنبلاط​ والقيادة السعودية الجديدة، وقد يزور الاخير او نجله السعودية في وقت لاحق، بالاضافة الى النائب السابق ​فارس سعيد​ وشخصيات مسيحية مارونية تعتبر نفسها مستقلة وقريبة من 14 آذار.

وذكرت الاوساط ان الشق الثاني من لقاءي ريفي ـ ميقاتي وريفي- الصفدي، لهما بعدين انتخابيين فمن مصلحة ريفي ان يوسع حجم حراكه الانتخابي وان يسعى الى تحالف مع ميقاتي والصفدي ومن مصلحة الصفدي وميقاتي ان يؤكدا للحريري ان التحالف معه ليس الزاميا وانهما يمكنهما توسيع مروحة التحالفات الطرابلسية، ولكن الاوساط لا تعتقد ان القانون الجديد والصوت التفضيلي سيسمح بتحالفات انتخابية واسعة اي ان التحالفات الانتخابية ستكون على "القطعة" وقد يكون هذا اللقاء "تكتيكاً" سياسياً يعتمده كل من ريفي والصفدي وميقاتي لتوجيه رسائل متعددة التوجهات الى الحريري وغيره.