لفت مصدر وزاري لبناني بارز لصحيفة "الحياة"، إلى أنّ "رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية ​جبران باسيل​ يقود حملة سياسيّة لإعادة النازحين السوريين إلى بلادهم لسببين: الأوّل يتعلّق بتقديم أوراق اعتماده إلى النظام السوري اعتقاداً منه أنّ الرئيس السوري ​بشار الأسد​ انتصر على معارضيه وبات يمتلك زمام المبادرة الّتي تتيح له أن يستعيد دوره المؤثّر على الساحة اللبنانية، والثاني لأهداف انتخابيّة يتعامل معها على أنّها جزء من حملته السياسيّة والإعلاميّة، لتأمين حصوله في ​الإنتخابات النيابية​ المقرّرة في أيار المقبل على أكبر كتلة نيابية يعتمد عليها لتقديم نفسه المرشح الأبرز لخوض الإنتخابات الرئاسية المقبلة".

وأكّد المصدر، أنّ "باسيل أراد من خلال اجتماعه مع نظيره السوري ​وليد المعلم​ على هامش انعقاد ​الجمعية العامة للأمم المتحدة​، التعويض عن رفض مجلس الوزراء السماح لوزير الإقتصاد ​رائد خوري​ بالتوجه إلى دمشق أسوة بغيره من وزراء حركة "أمل" و"​حزب الله​"، مع أنّهم زاروا العاصمة السورية بصفتهم الشخصية وليس الرسمية".

وأشار إلى أنّ "باسيل اختار اللقاء مع المعلم في نيويورك ليتجنّب الذهاب إلى دمشق للإجتماع معه أو دعوته لزيارة بيروت لهذا الغرض، ويقول إنّه التقى عدداً من نظرائه الوزراء خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة لتبرير اجتماعه مع المعلم، بذريعة أنّ لا مانع من التشاور معه في عدد من القضايا، وأبرزها مسألة عودة النازحين السوريين إلى بلداتهم في ​سوريا​"، منوّهاً إلى أنّ "باسيل يدرك جيّداً أنّ لا جاهزية لدى النظام السوري لإعادة النازحين، وإلّا لكان وافق على إعادة بعضهم ممّن لجأوا هرباً من الحرب إلى العراق ومصر والأردن، خصوصاً أنّ هذه الدول على تواصل مع النظام، وإن كان بعضها يرتبط به بعلاقات جيّدة".

وأوضح المصدر، أنّ "النظام لن يراعي بعض أصدقائه ممّن يتولّون السلطة في عدد من الدول العربية"، متسائلاً عن "جدوى لقاء باسيل- المعلم في نيويورك، وهل عرض عليه الأخير آلية لضمان عودة النازحين السوريين إلى بلداتهم أم أنّه استمهله، بذريعة أنّ هناك إجراءات ندرسها ولم نتوصّل إلى قرار حاسم يحقق عودتهم؟"، مركّزاً على أنّ "باسيل يدرك أكثر من غيره أنّ محادثاته مع المعلم أبقت على عودة النازحين عالقة، لكنّه أراد من اللقاء تقديم أوراق اعتماده إلى النظام في سوريا، ولو تسبّب بإزعاج رئيس الحكومة ​سعد الحريري​، لأنّه يتحمّل إزعاجه".

ورأى أنّ "باسيل يضع نفسه في سباق مع زعيم تيار "المردة" النائب ​سليمان فرنجية​ على الرئاسة، ويخطّط منذ الآن لكسب ود "حزب الله" والنظام في سوريا، باعتبار أنّهما يشكّلان معاً، ومن وجهة نظره، الممرّ الإجباري لتقديم نفسه المرشح الأقوى للوصول لاحقاً إلى ​القصر الجمهوري​ في بعبدا".