لفت السفير الفرنسي في ​لبنان​ ​برونو فوشيه​ في كلمة له خلال إعلان "الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب" عن مشاريعها المجتمعية، في قاعة تموز في ​بعلبك​، ضمن مشروع "خطوة نحو الاستقرار الاجتماعي" الممول من السفارة الفرنسية إلى أنه "يشرفني أن أكون بينكم اليوم في البقاع، في المنطقة التي هي في قلب التاريخ و​الاقتصاد​ والثقافة في لبنان، والتي تضررت من عواقب الحرب الدائرة في ​سوريا​ منذ سنوات عدة، هذه هي رحلتي الثانية إلى بعلبك منذ وصولي إلى لبنان في تموز الفائت، والزيارة الأولى كانت لحضور حفلة أنجيليك كيدجو التي أعدت بشكل رائع في معابد بعلبك، وأتوقع أن أعود كثيرا للإدلاء بشهادتي في السياق الأمني والاقتصادي الصعب الذي تعيشونه مؤكدا لكم تضامن ​فرنسا​ معكم".

وأشار إلى ان "فرنسا كانت موجودة منذ زمن طويل في البقاع، من خلال تعاوننا مع مدارس عديدة تدرس اللغة الفرنسية منذ أكثر من قرن، ويتم تعزيز الفرنكوفونية من خلال المركز الفرنسي وأنشطته في بعلبك والمنطقة، وعبر المدن والمناطق الفرنسية التي لها صلات قوية ووثيقة مع شركائها في هذه المنطقة الجميلة من لبنان، والتي تستمر بالعمل في العديد من المشاريع التنموية والانسانية رغم كل الصعوبات التي تواجهها"، لافتاً إلى أن "فرنسا تساهم بمبلغ 100 مليون يورو بين عامي 2016 و2018 بمساعدات تقدمها إلى بلدان المنطقة التي تواجه تداعيات الحرب في سوريا، ومعظمها مخصص للبنان".

وأعلن "إننا ملتزمون تماما بتعزيز التسوية السياسية للحرب في سوريا، وتأمين العودة الآمنة للاجئين"، مشدداً على "أهمية استعادة الثقة بين المجتمعات المضيفة والسكان اللاجئين فيها، وذلك من خلال دعم المشاريع التي تعود بالفائدة على الجميع وتعزيز احترام حقوق الإنسان والحوار، ويستهدف هذا المشروع الشباب، ومن خلاله يمكننا المساهمة في بناء مستقبل أفضل عادل وآمن".

وأضاف فوشيه "تعمل السفارة الفرنسية في لبنان مع الجهات الفاعلة في ​المجتمع المدني​ اللبناني الذي يحمل هذه الرؤية، ومن خلال صندوق المشاريع المبتكرة للجمعيات المدنية، وتقدم السفارة من خلال برنامج PISCCA مبلغ 2.6 مليون يورو في ميادين الصحة والتعليم والتدريب المهني والننمية الاجتماعية والاقتصادية، وفي هذا السياق قررنا دعم هذا المشروع الذي تنفذه الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب التي تقوم بعمل ملحوظ ومعترف بها في هذه المنطقة على مر السنوات".

وأكد أن "هذا المشروع مكن عشرات ​الشباب اللبناني​ والسوري من التعرف على بعضهم البعض والعمل معا لتصميم ثمانية مشاريع مشتركة ستبدأ خلال الأسابيع القليلة المقبلة"، معربا عن أمله "أن تكون المشاريع التي تنفذ بالتعاون مع ​هيئات المجتمع المدني​ بمثابة "انطلاقة جديدة تساهم في تحسين الاقتصاد".