اعتبر النائب في حزب "الكتائب" ​سامر سعادة​ ان يوم اقرار قانون ​الضرائب​ المعدل هو يوم أسود على كل اللبنانيين وليس على حزب "الكتائب" فقط، خاصة وان هذه الضرائب تتزامن مع استفحال الأزمة الاقتصادية وتردي الأحوال المعيشية، لافتا الى انّ الكتائب بذلت المستحيل للحؤول دون اقرار الضرائب التي تستهدف محدودي الدخل، "وقد بدأنا المواجهة في ​اللجان النيابية​ وانتقلنا الى الهيئة العامة كما حملناها الى ​المجلس الدستوري​، لكن اتفاقا سياسيا عارما أدّى أخيرا الى تمرير هذا القانون".

واستهجن سعادة في حديث لـ"النشرة" الحجج التي ساقتها هذه الطبقة السياسية لفرض الضرائب، وبالتحديد الربط بين هذاالقانون وتمويل ​سلسلة الرتب والرواتب​، وقال: "برهنا داخل الجلسة أن هناك قدرة على تمويل هذه السلسلة أقله لـ3 او 4 سنوات، فاذا بهم يغيّرون حديثهم وحججهم ويتحدثون عن تخفيف عجز ​الموازنة​". واذ أكّد سعادة ان المبلغ الذي تؤمنه الضرائب الجديدة يبلغ 1900 مليار فيما تكاليف السلسلة تبلغ 1200 مليار، شدد على ان تخفيف عجز الموازنة لا يمكن ان يتم من خلال قانون مستقل ويتوجب أن يحصل من داخل هذه الموازنة.

وأشار سعادة الى ان حزب "الكتائب" يدرس حاليا الخطوات التي سيخذها لاستكمال المواجهة، لافتا الى انّه يتم البحث ما اذا كان هناك ثغرات في القانون الجديد يمكن الطعن فيها، وما اذا كنا قادرين كما في المرة الماضية على تأمين 10 نواب للطعن امام المجلس الدستوري. وأضاف: "كما اننا ننتظر الموقف الذي سيتخذه الرئيس ميشال عون في هذا المجال".

لا للبطاقات البيومترية

وتطرق سعادة للانتخابات النيابية، مستهجنا خروج وزير الداخلية ​نهاد المشنوق​ للاقرار بعدم القدرة على انجاز البطاقات البيومترية قبل موعد الانتخابات النيابية، علما ان هذه البطاقات كانت حجة لتمديد ولاية ​المجلس النيابي​ للمرة الثالثة على التوالي. واضاف: "هناك أكثر من علامة استفهام تطرح في هذا المجال، حول الظروف التي دفعت هذه الطبقة التي أقرت هذه البطاقة وتراجعت عنها، اضافة الى اصرارها على عملية تلزيم تنفيذ هذه البطاقات".

وذكّر سعادة بأن حزب "الكتائب" عارض منذ البداية السير ب​البطاقة البيومترية​ التي اختبرناها في سنوات ماضية كما اختبرتها دول أخرى وعادت وتراجعت عنها، ودعا للعودة الى بطاقة الهوية وجواز السفر كما اخراج القيد كمستندات تعتمد عليها العملية الانتخابية.

اتفاق وتلاقٍ مع "القوات"؟

وردا على سؤال عما يُحكى عن محاولات لاستنهاض قوى 14 آذار من قبل المملكة العربية السعودية، أكّد سعادة ان الرياض لم تطلب أي شيء من رئيس حزب "الكتائب" خلال زيارته الاخيرة اليها، مشددا على ان الحزب سيد نفسه ولا يقوم الا بما تقتضيه المصلحة اللبنانية.

وعن العلاقة مع "القوات"، قال سعادة: "هناك تاريخ كبير يجمعنا وبالتالي مهما اختلفنا على التكتيكات لن نختلف على الملفات الاستراتيجية"، وأضاف: "مهما ابتعدنا، مصيرنا بالنهاية الاتفاق والتلاقي".

كل يغني على ليلاه

وتناول سعادة ​ملف النازحين السوريين​، فشدد على ان من مسؤولية الحكومة التوصل لحل لهذه الأزمة من خلال قرار موحد، مستهجنا استخدام البعض هذا الملف الخطير لاستنهاض وضعه الشعبي المنهار.

وحثّ على وضع خطة شاملة متكاملة لمعالجة هذا الملف، لافتا الى انّه طالما كل مكون في هذه الحكومة يغني على ليلاه وبما يناسب قاعدته الشعبية، طالما هذا الملف سيبقى يراوح مكانه. واضاف: "هذه هي الشعبوية الحقيقية التي يلجأ اليها البعض بعيدا عن المصلحة الوطنية العليا".