كرّمت مشيخة العقل والمجلس المذهبي ل​طائفة الموحدين الدروز​ عدداً من المتبرعين الذين قدّموا مساهمات مادية وعينية لتأهيل مبنى دار الطائفة في ​بيروت​ بالإضافة إلى مجلس أمناء مجلة الضحى؛ وذلك بحضور سماحة شيخ عقل الطائفة ​الشيخ نعيم حسن​؛ ورؤساء اللجان وأعضاء المجلس المذهبي.

الشيخ حسن ألقى كلمة للمناسبة قال قال"إن نفوس الناس كمعادن الارض، وفي ذلك قالوا: "الشيء من معدنه لا يستغرب" اذ انه كما يكتنف التراب فِلْزّات الأرض، ولا يعرف منها المعدن النفيس من المعدن الرخيص، كذلك تبقى معادن النفوس مخبوءة ما بقيت مكتنفة بالجهل. معادن الأرض نفتش عنها، أما معادن النفوس فتبقى في الضمائر لا تُعرف الا بالمعاملة أو إذا قدمها المرء بنفسه"، وأضاف حسن ان "أعمال الخير والبر والزكاة والصدقة، كلّها أعمال تنحو للمشاركة مع الآخَرين في كلِّ ما يُعزِّزُ معاني المروءةِ والنخْوة والأصالة والتضامن الاجتماعيّ خدمةً للخير العام. وهذه الأعمال لا تبرز إلّا عن نفوسٍ ومعادن كريمة"، معتبرا "ان مناسبتنا اليوم وان تفرعت فهي فرصة للشهادة على شجاعة الرجال ونبل مزاياهم ورفعة إخلاصهم للأصالة وللقيم التي طالما ميّزت المعروفين عبر التاريخ وهذا ما أعاد لدار الطائفة وجهها المُشّع، بما يليق بحضور الأفاضل والأكارم بعد مُضي أكثر من خمسين عاماً على افتتاح هذه الدار. هذه الدار الوطنية التي بُنِيَت في غيرة وتعاضد ومحبة لتبقى رمزاً من رموز وجود الطائفة في العاصمة وعنواناً بارزاً من عناوينها، وستحافظ هذه الدار بإذنه تَعَالىَ على معلمها لتبقى صرحاً أثرياً للأجيال القادمة، وبمثابة القلب الحاضن لأبنائها". وتابع سماحته: "إنَّ الصّيغة التي أنجز بها قانون تنظيم شؤون طائفة الموحِّدين عام 2006 هي صيغة متقدّمة وحيويَّة، وعلى قواعد توزيع المهام والصلاحيات وما تعلمون.

وحيا الشيخ حسن "رمزنا الوطني معالي الأستاذ وليد بك جنبلاط على إنجاز هذا القانون برؤية نهضويَّة لجعله مرتكِزاً على قاعدة الانتخابِ التي تسمح بتمثيل كافَّة شرائح المجتمع. فضلاً عن أنه أعاد تصحيح العديد من مواد القانون السابق وأهمهما مراعاة المفهوم القانوني للشروط الوقفية، كما نحيّيه على دعمه المتواصِل في كافَّة الشؤون، ومنها البذل السخيّ الذي صبَّ في مصلحة الأوقاف وتعزيز أصولها. وتبقى المسيرة مستمرة مع تيمور بك بإذنه تَعَالَى". وأكمل الشيخ حسن: "أحيّيه على سياسته الحكيمة التي ترتقي في مستواها الوطني إلى ذروة عليا من المسؤوليَّة حفاظاً على كيان ​لبنان​ ووحدة شعبه. وسوف تُسجِّل صفحات التاريخ أنَّ وليد بك جنبلاط بقيَ في أحلك الظروف، وفي أكثر المراحل التاريخية صعوبةً وتعقيداً التي يمرّ بها الوضع اللبناني، بقيَ ثابتاً على إخلاصه للروح الميثاقيَّة الجامعة، وليس له أولويَّة سوى الحفاظ على الوطن وعلى سلامة العيش المشترك فيه، من دون أن يتزحزحَ عن إخلاصِه للقضايا الوطنيَّة الكبرى في العالم العربيّ، ولا عن تمسُّكِه بالمبادئ الإنسانيَّة في زمنٍ يتباهى فيه آخرون بالعنصريَّة والطائفيَّة".

​​​​​​​