أضحت منطقة ​النبعة​ التي تعاني ​الفقر​ والحرمان عنواناً للبؤس واليأس ما أوجد مجتمعاً فوضوياً يغذيه الإهمال معطوفا على ​البطالة​ المتفشية بقوة بين الأهالي، خصوصاً مع تزايد أعداد النازحين السوريين هناك. في تلك المنطقة المعروفة بضيق شوارعها وبفقر سكانها، في هذه الأزقة تزدحم المحال المتنوعة، حيث يجاور الفرن كاراج الميكانيكي و"الكندرجي"، نشأت جمعية "بيتنا" التي تهتم بعائلات تلك المنطقة وأطفالها.

تحيي هذه الجمعية في 21 من تشرين الاول 2017 اليوم العالمي لرفض البؤس، تضامناً مع الناس الذي يعيشون الفقر والحرمان. وفي هذا الاطار تشرح المسؤولة عن الجمعية مايا عون لـ"النشرة" أن "الجمعية تأسست من قبل أشخاص لاحظوا وجود حاجة للوقوف الى جانب الناس الذين يعيشون حالة من البؤس الذي نقوم بإحياء يومه في هذا العام بنشاط مميز يشارك فيه الأهل والاولاد من الجمعية"، ومضيفة: "هناك العديد من الأشخاص والذين لا نعيرهم اهتماماً خاصاً وهم يكونون بحاجة الى المساعدة، هؤلاء يجب أن نجمع أصواتهم مع صوتنا لنصرخ صرخة واحدة لمكافحة البؤس"، مشيرةً الى أن "المركز ينظم النشاطات ويساعد الجميع دون التمييز بين الأديان والطوائف ويسعى الى مساعدة الأشخاص المهمّشين على الإنخراط في المجتمع"، ومضيفةً: "النشاطات التي ننظمها بعضها يعنى بالأولاد وقد زادت كثيراً بسبب ​النزوح السوري​ الى المنطقة، وتكون عبر برنامج أسبوعي حول الكتاب، ومن هنا نسعى الى تشغيل عقول الأولاد وأفكارهم بالقراءة وليشعروا بأن الكتاب صديقهم كما أنّ هناك نشاطات أخرى كالأغاني وكلّ ما هو مفرح لهم".

وللجان الأهل الدور المهمّ في الجمعية وفي الاحتفال. وهنا تشير المسؤولة في اللجنة جورجيت سعد عبر "النشرة" الى أن "دورنا الاساسي يتركّز حول الامور التي يجب أن نوصلها لأولادنا كما أن من حولنا عائلات تعيش فعلا حالة البؤس من هنا نسعى الى الاصغاء لمشاكلهم وهمومهم ومساعدتهم نفسيا على تخطي كل الصعاب".

يدرك الجميع أن النبعة منطقة تعاني البؤس فعلا وقد زادت أزمتها نتيجة النزوح السوري، وفي الواحد والعشرين من الجاري يسعى سكانها وجمعية "بيتنا" الى ايصال صرخة، علّ المعنيين يتنبهون الى هذه الشريحة من المجتمع، فيقدمون لهذه المنطقة مزيدا من الاهتمام...