في 13 تشرين الاول 1990، حرّك رفض رئيس الحكومة الانتقالية حينذاك العماد ​ميشال عون​ ​اتفاق الطائف​، لأنه يقضي بانتشار الجيش السوري على الأراضي ال​لبنان​ية، الطائرات الحربية السورية نحو ​قصر بعبدا​ ووزارة الدفاع في اليرزة، لتمطر عليهما بغاراتها موقعة عددا كبيرا من الشهداء والجرحى والمفقودين. وبعد طلب عون وقف اطلاق النار "حقنا للدماء" فاوض الرئيس الراحل ​الياس الهراوي​ الفرنسيين، على انتقال العماد عون الى السفارة الفرنسية لتنفيذ الاتفاق، إلا ان شرط السوريين كان ألا يعود الى بعبدا وإلا ستكمل المعركة. فبقي الرئيس عون في السفارة الفرنسية بالتزامن مع استمرار المعارك ليتوجه بعدها إلى منفاه في باريس.

ذكرى 13 تشرين​ المحفورة في عقول اللبنانيين وتحديدا أولئك الذين عاشوا تلك المرحلة، لا تمر مرور الكرام، بخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي التي غزتها صور ​شهداء الجيش​ والمفقودين جراء الاعتداء السوري آنذاك على لبنان. وكما العادة لا تخلو هذه الذكرى من التناقضات بالآراء حيث اعتبر البعض ان الرئيس ميشال عون "هرب تاركا ​الجيش اللبناني​ وحده في المعلب السوري"، اما البعض الآخر فاعتبر ان الرئيس عون "غادر قصر بعبدا في 13 تشرين 1990 جنرالا ليعود اليه في 2017 رئيسا"، الا ان الاجماع كان على ضرورة معرفة مصير المفقودين.

واكد رمزي ابو خالد "اننا لا ننسى الكارثة التي انتهكت السيادة واسقطت عشرات الشهداء واعتقال عسكريين واختفاء الراهبين الانطونيين شرفان وابي خليل"، وتساءل جان بيار اندوس: "كيف فينا ننسى الرهبان يلي خطفن النظام السوري وأخدهن ع​سوريا​؟ كيف بتطلبوا منا ننسى وننسق ونحكي مع هيك نظام"؟. واضاف بودي جبور: يا ريت بيّ الكل، بيسأل حليفو السوري عن مصير يلّي انخطفوا بهالنهار هنّي وعم بدافعوا عنّو وعن معاركو الوهميّة".

وشددت ليتيسيا حداد على "اننا لا ننسى المجزرة التي ارتكبها الاحتلال السوري في بلدة بسوس حيث أعدم 13 مدنيا بينهم طفلان ولم يرض المحتل تصفيتهم الا أمام أعين ذويهم"، وطلب عمر مسعود "معرفة مصير مفقودي 13 تشرين الاول 1990 وخاصة عسكريي دير القلعة بيت مري والرهبان، كي لا ننسى".

وبعد سنة من انتخاب العماد ميشال عون رئيسا، بات تاريخ 13 تشرين "فخرا" عند بعض اللبنانيين، حيث اعتبر ميشال ان " الذكرى تحل هذه السنة والعماد عون رئيساً منتصراً، أملاً حقيقياً، تغييرياً اصلاحياً، وفاقياً جمع الكل حوله لأجل لبنان"، واعتبر جيف حريص ان "هذا التاريخ هو تاريخ سقوط آخر معقل للحرية والسيادة في لبنان وبداية مسيرة نضال في وجه الذلّ والاحتلال".

بالمقابل، انتقد البعض هذا اليوم، حيث نشروا صورة للرئيس عون وارفقوها بالعبارة التالية "13 تشرين يوم هرب الرئيس القوي"، كما قال مسعود محمد "هذا اليوم هو يوم هرب ميشال عون من المعركة تاركاً جنودا لبنانيين اسرى الى اليوم في سجون الاحتلال السوري".

ولم ينس بعض اللبنانيين ذكر مسألة ​النزوح السوري​ في لبنان، حيث اعتبر مروان ان "في هذا التاريخ فات علينا شي 50 الف عسكري سوري و فلّو بل 2005 ومن كم سنة حتى13 تشرين الحالي فات مليونين نازح سوري".

وفي هذه الذكرى، لفت رئيس الجمهورية ميشال عون، إلى أنّ "قضيتنا لم تكن شعبوية بل هدفت إلى بناء الدولة، واليوم تحقق الهدف"، مشيراً إلى أنّ "الدولة من دون سيادة وحرية واستقلال لا يمكن أن تبني ذاتها". فهل سيكتمل نصر الجنرال بمعرفة مصير المفقودين اللبنانيين في سوريا؟