أكد مصدر متابع لأعداد المغتربين المسجلين في الموقع في ​وزارة الخارجية​ لـ"الحياة" أن "الإقبال على الموقع الالكتروني للتسجيل فاق التوقّع"، لافتا الى أننا "فوجئنا بتزايد أعداد المسجلين الذي يرتفع ساعة بعد ساعة"، مشيرة إلى أن "الوزارة تتلقى يومياً ما يزيد على 100 رسالة إلكترونية (إيميل) لاستيضاح ما إذا نجحت عملية تسجيلهم".

وأشار المصدر الى أنه "وبالعودة إلى الانتخابات التي كانت مقرّرة عام 2013، استلمت الخارجية 42 ألف طلب. وحين تم البحث عن 200 طلب من الدائرة ذاتها في ​لبنان​ ألغيت كل الطلبات وجرى التحضير لفتح قلمَي اقتراع، واحد في ​سيدني​ حيث أحصي 200 شخص من حلبا وآخر في ​الكويت​ من دائرة مرجعيون- ​حاصبيا​، لكن سرعان ما جرى ​التمديد​ للمجلس النيابي. وفي الدورة الثانية للانتخابات عام 2017 انخفض عدد طالبي التسجيل إلى 5000 طلب وكأن الناس فقدت حماستها"، لافتة الى أنه "فتحت في سيدني 4 أقلام اقتراع بعدما أحصي 1141 من ​زغرتا​، 301 من بشري، 334 من ​الشوف​ و361 من ​البترون​، أما في أوتاوا ففتح قلم اقتراع لناخبي دائرة قضاء زحلة، وتسجّل من منطقة ​بنت جبيل​ 12 ومن صيدا 2، فتقرر عدم فتح قلم اقتراع لأي من المنطقتين. حتّى الآن لم تقر آلية جديدة ل​اقتراع المغتربين​، وإذا كانت الآلية القديمة ستُعتمد فإن العملية الانتخابية قد تواجه المشكلات ذاتها، ولن يكون هناك أعداد لفتح أقلام اقتراع".

وخفف المصدر في الخارجية من تأثير المسافات في البلدان على العملية الانتخابية، فوزارة الخارجية لديها استعدادات لأن توفّر على المواطن قطع مسافات بعيدة للوصول إلى السفارات أو القنصليات المحددة للاقتراع، مضيفاً: "من المعروف عادة أن الانتشار اللبناني يتكتّل في مناطق معيّنة في ​أميركا​، ​أستراليا​، ​أفريقيا​ وتقوم الوزارة باختيار مكان يقع في الوسط ما بين ولايتين أو أكثر، ما يقرّب المسافة بينهما، ومن الأمكنة: قنصلية، ملعب، قاعة كبيرة يتم استئجارها وتكون مناسبة لإجراء الانتخابات"، لافتا الى أنه "مثلا في سيدني كل أهل ​طرابلس​ يتجمعون في منطقة "لاكمبا"، ما يشعر المواطن اللبناني بأنه في شارع الحدادين في طرابلس، وفي "آنكلف" يتجمع أهل الجنوب، وفي هذه الحال تقوم الوزارة بجمعهم للاقتراع في مكان واحد، أما الأفراد المنتشرين في أماكن مختلفة خارج التجمعات فهم يضطرون إلى قطع مسافات طويلة مرة كل 4 سنوات ودفع بدل تذكرة"، مشيرا الى أن "هناك سهولة التنقل بالسيارات على الأوتوسترادات السريعة أو من خلال القطارات"، ومؤكدا أنه "وفق تقرير صادر عن وزارة الخارجية عن عدد البعثات اللبنانية في العالم، فإن عدد السفارات 71، والقنصليات العامة 16 والبعثات الدائمة 3".

وبالنسبة إلى المغتربين في ​الدول العربية​، توقّع المصدر أن "لا يتم تسجيل أعداد كبيرة، فهؤلاء يفضّلون الحضور إلى لبنان على حساب اللوائح المتنافسة للتصويت وقضاء بضعة أيام في البلد"، متحدثاً عن "سعي الخارجية إلى اعتماد التصويت الإلكتروني لكنّه يلفت إلى الخشية من عمليات اختراق أو قرصنة للمعلومات الشخصية".