ليس من بنات افكار وزير الداخلية ​نهاد المشنوق​ ان يبقى مصراً على السجال مع وزير الخارجية ​جبران باسيل​ على خلفية العلاقة مع سورية والتنسيق مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم فالمشنوق بما يمثل اي انه امتداد لرئيس الحكومة سعد الحريري ولليد النافذة والحاكمة في السعودية والمتمثلة بولي العهد محمد بن سلمان ضد باسيل "ولي العهد" الرئاسي المفترض لعمه كما "تسول له" نفسه والقوة الضاربة بإسم العهد ورئيسه العماد ميشال عون.

وامس الاول فتح المشنوق النار على باسيل في كل الاتجاهات وعاد ليفتح ملف سورية ولقاء باسيل- المعلم بالاضافة الى "نافذة" جديدة ومتعلقة بالتصويت لمرشح قطر الى اليونسكو بدل التصويت لمرشحة مصر التي خسرت في الجولة الرابعة مع مرشحة فرنسا بعد التعادل بينهما. وحتى الساعة لم يتضح اصرار المشنوق على "مناقرة" باسيل فهل هي رمانة ام قلوب مليانة؟ وهل صدرت الاوامر الملكية السامية بتفجير الهدنة الرئاسية بين الحريري وعون؟ ام ان الكيمياء المفقودة بين باسيل ومعظم اهل الطبقة السياسية في لبنان تنسحب بدورها على العلاقة بين باسيل والمشنوق. رغم ان ذلك لم يكن ظاهراً طول الـ11 شهراً او اقل من ولاية رئيس الجمهورية في سنتها الاولى.

واذا كان اللقاء الثلاثي في كليمنصو بين الرئيسين نبيه بري وسعد الحريري والنائب وليد جنبلاط قد حاول في جزء بسيط منه ان يرسل رسالة واضحة الى باسيل بأن التوازن السياسي في السلطة غير مقبول ان يختل لمصلحته في مقابل تراجع حظوة وسيطرة الثلاثة الاقوياء في طوائفهم، فلا يمكن القول ان حرب الخطابات بين باسيل والمشنوق هي افكار من رأس الحريري ضد عون بل هي استكمال لرسائل الامتعاض السعودية ضد عون وسياسته الخارجية المتوازنة بين ايران والسعودية وقطر وسورية ولا يريد الا ان تكون العلاقة مع كل الدول المذكورة آنفاً سوية وجيدة وضمن ميزان المصلحة الوطنية اللبنانية.

وللتنويه لا يمكن الا الثناء على استقلالية رئيس الجمهورية وعلى ثباته على مواقفه تجاه المقاومة وسلاحها وتجاه سورية والنظام العلماني الذي يحميها ويحمي الاقليات فيها من نيران التطرف والتكفير والارهاب كما حمى النظام المسيحيين والعلويين والشيعة وفق ما استطاع على طول الحدود السورية. حيث اراد من صنع المكيدة لسورية ان يمزقها الى دويلات طائفية وكانتونات مذهبية وعرقية متناحرة على غرار المحاولة الجارية اليوم في شمال العراق لسلخ كردستان عن العراق لإطلاق مخطط التقسيم على مصراعيه في المنطقة.

السعودية لا تريد الاستقرار في لبنان ولا في سورية ولا في كل المنطقة وآخر همها ان يبقى لبنان مستقراً او ان يبقى الحريري في السراي او ان يتوحد السنة تحت راية زعيم التيار الازرق. كل هم السعودية هو في اسقاط نظام الرئيس بشار الاسد وفي انهاك ايران في المنطقة وفي تدمير حزب الله ولو اضطر الامر التشارك في معركة عسكرية واحدة مع اميركا واسرائيل ضد الاسد وايران وحزب الله.

لهذه الاسباب واذا ما اراد الحريري فعلاً ان يتجنب الصدام كي لا تطير البلد والحكومة والانتخابات وكي لا يطير هو من السراي ان لا يمتحن كثيراً صبر حزب الله و8 آذار وان يذهب الى معسكر المواجهة ضد حزب الله وسورية وايران والى خيار محاصرة عون ومشاكسة باسيل عبر المشنوق لان لا قدرة له على ذلك والطرف الآخر يبدو انه لن يساوم في مخطط اعادة لبنان الى مرحلة ما بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري وما تلاه من ويلات وعدوان تموز و7 ايار.

ولهذه الاسباب ايضاً يمكن ان يبقى سقف تصعيد المشنوق ضد باسيل وضد العهد محكوماً بالتسوية الرئاسية ومحصوراً بالفرقعات الاعلامية مع التنويه وللمفارقة ان معظم خطابات المشنوق العالية النبرة تكون في محافل ولقاءات مع فاعليات بيروتية وكانه يريد ان يشد عصب جمهوره السني على ابواب الانتخابات. وبين التصعيد او الاستعراض الاعلامي شعرة وبين السجال الاعلامي والسياسي الذي يريد منه تسجيل مواقف على قاعدة اشهدوا لي عند الامير ايضاً وبين التفجير الشامل شعرة ايضاً يرجى ان لا تختلط فيهما الامور على كل مشتبه لان لات ساعة مندم وقتها!