أكد الوزير السابق ​ماريو عون​ أن "أكثر ما يهمّنا هو الوحدة الوطنية والإستقرار الأمني والسياسي"، مشيراً الى "الإتفاق الصارم والجازم مع تيار "المستقبل" حول ضرورة الوصول الى حلّ حول ​ملف النازحين السوريين​، بغية تأمين عودتهم الى مناطق آمنة في ​سوريا​، وهذا لا يعني "طردهم" بالقوة من لبنان".

وفي حديث الى وكالة "أخبار اليوم"، اعتبر عون أن "الوسائل الإستراتيجية لمعالجة هذا الملف مختلفة ما بين التيار "الوطني الحر" وتيار "المستقبل"، مشيراً إلى "اننا من خلال وزير الخارجية ​جبران باسيل​، نقوم بأكثر من مبادرة في هذا المجال"، لافتاً إلى أن "الاتصال مع الجانب السوري هو من صلاحية وزير الخارجية، حيث لا مانع من عقد لقاء تحت قبّة ​الأمم المتحدة​ مع نظيره السوري ​وليد المعلم​، مذكّراً ان العلاقات الديبلوماسية اللبنانية – السورية ما زالت قائمة".

وأشار إلى أن "خطوة باسيل تصبّ في خانة الوصول الى ايجاد الحلّ المناسب، بشكل مباشر دون "فتلات وبرمات"، علماً أننا كنّا قد جرّبنا سابقاً اللجوء الى الأمم المتحردة من أجل الوصول الى حلّ في شأن ملف النازحين السوريين، ولكن دون أية نتيجة".

وذكّر عون بـ"الإحتلال الإسرائيلي الذي ما زال مستمراً على الرغم من القرارات الدولية لا سيما منها القرار 1701"، قائلا "ما بحكّ جلدك إلا ظفرك"، بمعنى أنه يفترض بنا أن نعمل بأنفسنا، وبالتالي ربما الاتصال مع الحكومة السورية مباشرة يوصل الى حلّ".

وتابع "في موازاة ذلك، نحن لا نوفّر الوسائل الأخرى، بدليل أن رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ بدأ تحرّكه الديبلوماسي في هذا المجال حيث عقد بالأمس اجتماع مع سفراء الدول الكبرى الدائمة العضوية في ​مجلس الأمن​ وعدد من ممثلي المنظمات الدولية والعربية، من أجل إبلاغهم بوجهة نظر لبنان حول هذا الموضوع، وما يجب على المجتمع الدولي القيام به في هذا المجال"، مشدداً على "أننا نريد "أكل العنب" والتخلّص من هذا العبء الكبير الاقتصادي والاجتماعي والأمني، الذي لم يعد لدينا القدرة على تحمّله".

وأضاف عون "لا نشاطر الرأي مع الفريق الآخر الذي يدعو الى النأي بالنفس وعدم التواصل مع النظام السوري، لأن هدفنا الأساسي هو معالجة الأزمة"، مؤكداً أن "الإختلاف في وجهات النظر هنا لن يؤدي إطلاقاً الى "فرط" الحكومة".

على صعيد آخر، تطرّق عون الى زيارة باسيل الى ​رشميا​ وربطها بالإنتخابات، قائلاً "لم نبدأ البحث في التحالفات لا سيما في ​الشوف​ و​عاليه​"، مضيفا "وفقاً للقانون الجديد لا مصلحة لدينا بأن نقوم بحلف سياسي كبير في لائحة واحدة تضمّ الأفرقاء الأكثر تمثيلاً في الشوف وتحديداً تسار "المستقبل" والحزب "التقدمي الإشتراكي" و"​التيار الوطني الحر​" و"​القوات اللبنانية​".

وعن عودة المهجرين، أوضح عون ان "هذه العودة لا تتخطى الـ 15 في المئة"، معتبراً ان "كلام باسيل ليس نبشاً للقبور وليس تحدّياً لأحد، بل تحدّث عن وقائع نعيشها حالياً"، منتقداً المتاجرة الدائمة بـ "المصالحة".

وختم "المصالحة قائمة بين المسيحيين والسنة والشيعة والدروز في المنطقة ولا يوجد أي إشكال بينهم، لكن هذه العودة يجب أن تكون نفسية وفكرية وسياسية".