شدد السفير ال​ايران​ي في ​لبنان​ ​محمد فتحعلي​ على أنه "لا يمكن لايران ونظرًا للسياسات العدائية ل​أميركا​ وحلفائها في المنطقة وبالأخص العدو الصهيوني وإرسالها للأسلحة التي تقدر بمليارات الدولارات إلى المنطقة، أن تقف موقفًا غير مبالي بتطوير قدراتها الدفاعية".

وفي كلمة له خلال رعايته حفل إستقبال أقامته الملحقية العسكرية الإيرانية في لبنان في قاعة المؤتمرات في فندق فينيسيا – بيروت، لفت فتحعلي إلى أن "تجربة الحرب التي فرضت على إيران لمدة ثمان سنوات من قبل نظام الرئيس ​العراق​ي الراحل ​صدام حسين​ البائد علمتنا أنه لتحصين الأمن والاستقرار والاستقلال والدفاع عن الشعب الإيراني وقيمه في الحرية والسيادة والاستقلال لا يجب أن نغفل للحظة عن تطوير قدراتنا الدفاعية وفي هذا الإطار يأتي تطوير البرنامج الصاروخي الدفاعي للجمهورية الإسلامية الإيرانية كأسلوب ردع مقابل التهديدات الخارجية التي تتعرض لها. وإننا من أجل إبراز حسن نوايانا شاركنا مجموعة الدول 5+1 في مفاوضات لحل مشكلة وهمية والتزمنا بالتعهدات التي قدمناها لكن في المقابل ومنذ بداية إبرام الاتفاق أظهرت ​الولايات المتحدة​ تقصيرًا وعدم التزام لبنود مختلفة منه وبالأخص منذ قدوم الحكومة الحالية في أميركا".

وأشار إلى "أنهم اعتدوا على روح ونص الاتفاق النووي وعليه فإن ادعاء الرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ أن إيران لم تلتزم بالاتفاق النووي هو ادعاء باطل وليس ذو أهمية واعتبار على الساحة الدولية, فالاتفاق النووي ليس اتفاق بين دولتين، بل هو جزء من القرار الدولي رقم 2231 الذي أقره ​مجلس الأمن​ وحظي بتأييد المجتمع الدولي, والجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تكون السباقة إلى الخروج من الاتفاق النووي ولكنها إذا رأت أي تعدي على مصالحها وحقوقها في هذا الاتفاق, فإنها سوف تنهي كل تعهداتها وتعيد نشاطها النووي السلمي بدون أية قيود".

واعتبر فتحعلي أن "عصرًا جديدًا ذو خصائص متميزة عن العهود التي مرّ بها العالم من قبل قد بدأ اليوم وتجسّد في ظهور الثورة الإسلامية في إيران وإقامة نظام الجمهورية الإسلامية في هذه المنطقة من العالم ومع تصاعد النضال الطويل الذي خاضه الشعب الإيراني في ظل قيادته الحكيمة دفاعًا عن الثورة والإسلام وبدأ هذا العصر بكل ما فيه من خصائص متميزة سواء شاءت القوى المادية في العالم أم لم تشأ وسواء أرادت أميركا أم لم ترد، فالعالم كله اليوم يعترف بالجمهورية الإسلامية الإيرانية كدولة فاعلة ومقتدرة تسير بكل حكمة وعقلانية وهي لا تتبع سياسات فجائية تتغير من فترة لأخرى ولا تخرج من معاهدات ومنظمات دولية أعلنت التزامها السابق بها وإن اختلاف سياسات إيران وأميركا في الكثير من سياسات المنطقة والعالم مسألة واضحة وغير قابلة للإنكار أو الالتباس".

وأضاف "دول ​الاتحاد الأوروبي​ الـ 28 ودولا أخرى في العالم تقف اليوم بجانب إيران بوجه القرار الأميركي القاضي بالانسحاب من الاتفاق النووي، مما يعني أن الاتفاق النووي بات أكثر رسوخًا وإن أميركا باتت وحيدة في موقفها أكثر من أي وقت آخر، نحن سنلتزم بالاتفاق طالما يضمن مصالحنا وسنواصل تعاوننا مع ​الوكالة الدولية للطاقة الذرية​ وكل الشتائم والاتهامات التي أطلقها الرئيس الأميركي ما هي إلا أكاذيب وافتراءات تعودنا عليها على مدى أربعين عامًا وهي لم ولن تجدِ نفعًا، فالتهديد والعقوبات علامتين بارزتين للضغط على إيران.والجمهورية الإسلامية الإيرانية اليوم باعتمادها على شعبها وقدراتها الذاتية وحكمة القيادة الحكيمة قد وصلت إلى أوج قدرتها وعلى الحكومة الحالية في أميركا أن تراجع مواقف حكوماتها السابقة في العقود الأربعة الأخيرة، لتدرك أن لغة التهديد والادعاءات قد استخدمت من قبل, وعاد أصحابها للتراجع عن ادعاءاتهم وأكاذيبهم".

وأكد أن "مستقبل المنطقة سيكون بإذن الله تعالى مستقبلا زاهرًا يزخر بالعزة والكرامة، فالمشروع الأميركي الصهيوني إلى تقهقر واندحار منذ فشلهم الأول في إسقاط الثورة الإسلامية في إيران إلى انسحابهم الذليل من العراق ومن لبنان عام ألفين وهزيمتهم الكبرى ومشروعهم للشرق الأوسط الجديد في تموز عام 2006 وفي غزة ​فلسطين​ خلال حرب استمرت 22 يومًا عام 2008 وما يجري اليوم في ​سوريا​ والعراق، فالنصر قادم لا محالة لأن هذا العصر كما بشر الإمام الخميني قدس سره بأنه عصر انتصار المستضعفين على المستكبرين".