اشار وزيرة الدولة لشؤون التنمية الادارية ​عناية عز الدين​ في كلمة له خلال افتتاحها أعمال الدورة التدريبية التي ينظمها المجلس الوطني للبحوث العلمية إلى ان "​الولايات المتحدة​ وغيرها من الدول الكبرى لا تلجأ الى الانفاق الا اذا تأكدت من الجدوى. هذا الانفاق يعتبر أساس التطور والتقدم ولا يمكن فصله عن المستوى العالي للجامعات الناجحة والصناعات المتقدمة. لا شك ان كل النسق المنتج للتطور في مختلف المجالات يبدأ من مراكز البحث العلمي، ولكن الاهم هو وجود السياسات الوطنية والحكومية الرسمية التي تتبنى وتدعم وتشجع وتنفق من اجل البحث العلمي"، مضيفة:"الحق يقال إن السلطة التنفيذية في ​لبنان​، وأنا جزء منها، عليها مسؤولية، ولدينا واجب ينبغي أن نأخذه على عاتقنا هو دعم البحث العلمي بشكل جدي وتحويله الى جزء من نسق (system) يصبح معه البحث العلمي حاضرا في المناهج التربوية المدرسية والجامعية ويمتد الى كل القطاعات الإنتاجية. (كلنا نعلم ان اكتساب منهجيات البحث العلمي والابتكار مسار يجب ان يؤسس له في المنهج التربوي وطرق واساليب التعليم للحفاظ على قدرات ​الطلاب​ الابداعية). يجب ان يصبح الانفاق على البحث العلمي اولوية من اولويات ​الحكومة​ كما ​القطاع الخاص​. أنا شخصيا، ومن موقعي الوزاري، أشعر بتقصير الدولة في هذا المجال، وأدعو الى اعتماد سياسات تضع حد لهذا الاهمال الرسمي للبحث العلمي، وادعو لفتح المسارات الضرورية لتعزيزه وتمكينه".

وأشارت عز الدين الى أن "لبنان ينعم هذه الايام باستقرار سياسي وامني، كما تظهر ارادة واضحة لدى معظم الاطراف الفاعلة بحماية هذا الاستقرار، وقد بدأنا نلمس ثمار هذا الوضع من خلال بعض الانجازات، بدءا من اقرار ​قانون الانتخابات​ مرورا بإقرار ​سلسلة الرتب والرواتب​، وصولا الى مناقشة ​الموازنة​ العامة من أجل إقرارها بعد 12 سنة من الوضع الشاذ وغير القانوني. ويمكن القول إن هذا الوضع يشكل فرصة لانتظام سير الدولة على أكثر من صعيد. وهذه الفرصة يفترض استثمارها الى أقصى الحدود من أجل وضع مسارات تأسيسية في مختلف المجالات والقطاعات، وعلى رأسها البحث العلمي الذي يؤسس لإطلاق الطاقات الإنسانية في لبنان".