أشارت صحيفة "التايمز" البريطانية إلى أن البريطانيين الذين يقاتلون في سوريا أمام ورطة بين الاستمرار في القتال في سوريا والعودة إلى وطنهم.

وتحدثت الصحيفة عن مجموعة من البريطانيين الذين يحاربون في سوريا، موضحة أن "هؤلاء لن يستطيعوا أن ينسبوا تحرير ​الرقة​ بمفردهم"، لكن عليهم أن يقرروا مصيرهم بعد هزيمة تنظيم "داعش" في معقلهم الرئيسي.

ولفتت الصحيفة إلى أن هناك تباين في حالات هؤلاء، مشيرة إلى أن الممثل البريطاني مايكل إنريت (53 عاما)، الذي شارك في فيلم "قراصنة الكاريبي"، أكد أنه شاهد ما يكفي وأنه يريد العودة إلى وطنه، أما جاك هولمز (24 عاما) الذي قرر السفر إلى سوريا لقتال تنظيم "داعش" لشعوره بأن محاربة التنظيم أكثر فائدة من طلاء الجدران، فإنه يتحضر للذهاب إلى ​دير الزور​ لقتالهم في آخر معاقلهم.

وأوضحت أن كيم تايلور (28 عاما) المعروفة لدى البريطانيين بأنها التحقت بتحالف "​قوات سوريا الديمقراطية​"، فإن القتال جعلها تشعر بأهميتها الفكرية، وغيرت اسمها لتصبح روجوفا بالكردية. وهي تقول إنها أحبت منطقة شمال سوريا، في حين أن ماسير غيفرد (30 عاما)، الذي تلقى تعليما خاصا وكان يعمل في مصرف مرموق، ظل في الرقة 4 شهور. وهو يريد العودة إلى ​بريطانيا​ لكنه يخاف من عدم استطاعته القيام بذلك، ويقول غيفرد "جئت إلى هنا لقتال الإرهابيين، وقد ربحنا وغادروا، وأنا لا أريد قتال الحكومة السورية". وبالرغم من صعوبة العودة، إلا أن ما يخشاه غيفرد بالدرجة الأكبر هو ما سيحدث لدى وصوله إلى بريطانيا.

وكشفت الصحيفة أن الوضع القانوني للمقاتلين البريطانيين في سوريا يتسم بأنه مبهم، وهو ما يراه البعض أمرا عجيبا، خاصة في ضوء أنهم يحاربون في نفس معسكر سلاح الجو الملكي أو تحت غطاء طائراته، لافتة إلى أن الصلة بحزب "العمال الكردستاني" كفيلة بأن تجعل المقاتلين البريطانيين محل اشتباه لدى عودتهم إلى وطنهم، نظراً إلى أن الحزب مصنف في المملكة المتحدة باعتباره جماعة إرهابية.

ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية بريطانية تأكيدها أنه سيتم التحقيق إن كان من يريد العودة إلى بريطانيا شارك في القتال مع تنظيم "داعش" أم ضده، وعن إمكانية تسببهم بقتل مدنيين أو إن كانوا قد تطرفوا خلال فترة إقامتهم في سوريا.