اكد مصدر في القوات اللبنانية لـ"الديار" ان وزراء القوات متجهون الى الاستقالة من الحكومة، وان رئيس ​حزب القوات اللبنانية​ ​سمير جعجع​ المتواجد في اوستراليا، قال لوزراء القوات اللبنانية "حضروا حالكم للاستقالة"، ووضع قيادات القوات اللبنانية في هذه الاجواء اعتراضاً على النهج السائد في ادارة شؤون البلاد، "وحاولنا الاصلاح فلم نصل الى نتيجة"، ويقول المصدر القواتي، ان جعجع متجه الى اتخاذ قرار استقالة وزرائه من الحكومة، وان خطاب نائب رئيس الحزب النائب ​جورج عدوان​ في المجلس النيابي لم يأت من فراغ بل بقرار حزبي، وجزم المصدر القواتي، ان استقالة وزراء القوات ليست اشاعة او خبراً للتداول السياسي بل قرار جدي سيظهر اما خلال ايام او اسبوعين وربما فور عودة جعجع من زيارة اوستراليا.

وذكرت مصادر سياسية مطلعة على الاوضاع، ان خلافاً كبيراً وقع بين حزب القوات اللبنانية وحزب التيار الوطني الحرّ، كذلك فان حزب القوات اللبنانية له ملاحظات على اداء رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ وتسليمه كل الامور الى العهد، كما ان القوات اللبنانية لم تعد ترى اي شفافية في اداء الحكومة ولا ترى في سياسة الدولة توجهاً نحو وقف الهدر والصفقات، فيما اصبح وجود القوات في الحكومة نسبة لمصادر قواتية، "كشهود زور" وجعجع لن يقبل بان يكون وزراء القوات شهود زور على الهدر والصفقات والتعيينات وتقسيم أمور الدولة ومصالحها الى حصص بين المسؤولين على كافة المستويات. فالقوات اللبنانية تعارض السياسات الاقتصادية المتبعة ولها اعتراضات على النهج القائم، وعلى كيفية اجراء التعيينات، حيث تأخذ امل وحزب الله والاشتراكي والمستقبل وفرنجية ما يريدون، فيما القوات شريكة العهد تحرم من كل شيء رغم وجود 3 وزراء للقوات، والتعيينات محصورة بالتيار الوطني الحرّ، كما ان التعيينات لا تقر الا بعد اجتماع رئيس الحكومة والوزير ​جبران باسيل​.

وعما آلت اليه الامور داخل الحكومة، قال المصدر في القوات اللبنانية "لا شك ان الامور الخلافية ليست فقط بين التيار الوطني الحرّ والقوات اللبنانية، بل اعتراض القوات يعود الى وجود ذهنية سياسية غير مقبولة في ادارة الشؤون العامة". واضاف: القوات كانت وحيدة في التصدي لتشكيل لجنة وزارية لالغاء لجنة المناقصات في الكهرباء، والقوات اعترضت على تلزيم شركة لتقديم دراسات اقتصادية.

وتابع قائلا: بدأت القوات اللبنانية ترى ومن خلال الممارسة وجود ذهنية سياسية غير مقبولة، وممارسة "متعصبة" عند فئة سياسية معينة وامكانية تعديل نهجها امر صعب ومتعذر، وهذا لا يعني اننا وصلنا الى مرحلة اليأس والعجز عن التأثير، ولكننا لن نقبل باستمرار هذه السياسة، وبدأنا التفكير بالاستقالة من الحكومة، والاستقالة مطروحة، ونفكر بالامر جدياً، ولن نقبل بتمرير ملف الكهرباء على قاعدة ان تكون الشركة التركية وليس لادارة المناقصات، وتابع: قمنا بعمل "جبار" في ملف الكهرباء وتصويبه ولن نسمح بان تكون الاجتماعات السابقة تضييع وقت.

وكشف المصدر القواتي، عن وجود عقلية وذهنية مختلفة في ادارة الشأن العام بين القوات والتيار، لكننا لسنا بوارد العودة الى مرحلة الصدام والخلاف والى ما قبل مصالحة معراب، وان تبقى خلافاتنا سياسية، وان لا تصل الى القطيعة. المطلوب نقاش جدي لان العلاقة "مأزومة" في هذه المرحلة وبحاجة الى عناية حقيقية، لان نقاط الخلاف بيننا اصبحت اكثر من نقاط التلاقي وهذه هي الحقيقة، لكن الامور لا تحل بالقطيعة.