ركّز عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب ​حسن فضل الله​، على أنّه "كلّما هزم المشروع الأميركي ال​إسرائيل​ي السعودي في الميدان، علينا أن نتوقّع ارتفاع الضغوط السياسية والإعلامية والإقتصادية وما شابه، الّتي لم يكن لها أن تؤثّر يوماً على خيارات هذه المقاومة وإرادة أهلها، لا قبل عام 2000، ولا في عام 2006، ولا عندما دخلنا في مواجة المشروع التكفيري في ​سوريا​ حماية لبلدنا وأهلنا".

ورأى فضل الله، خلال احتفال تأبيني أقيم في حسينية بلدة كفرا الجنوبية، "أنّنا اليوم في مرحلة حصاد نتاج التضحيات والدماء الطاهرة الّتي قدّمت من أجل الدفاع عن بلدنا ومشروعنا ومقاومتنا ومنطقتنا، وفي مرحلة الإنجازات الكبرى على مستوى ​لبنان​ والمنطقة، لا سيما بعدما انقلب عليهم المشروع الأخير الّذي أرادوا من خلاله استهداف الانتصارات في ​العراق​ عبر مشروع ​كردستان​"، مشيراً إلى أنّ "التوحّد العراقي والإقدام والمسارعة في استعادة المدن العراقية، شكّل إنجازاً كبيراً، وبدّد المشاريع الّتي كانت تحاك للعراق".

وشدّد على "أنّنا دفعنا تضحيات غالية من أجل أن تكون الهوية الوطنية اللبنانية هي هوية مقاومة في وجه العدو الإسرائيلي وعملائه والمشاريع المعادية، وعليه فإنّ هذه الهوية ستبقى راسخة وباقية، ولن يستطيع أحد أن يغيّر فيها بأي إجراء أو خطاب أو كلام، لا سيما وأنّ العصر الإسرائيلي والمشروع التكفيري انتهيا في لبنان"، منوّهاً إلى أنّ "الذين راهنوا على إسرائيل، ذهبت رهاناتهم سراباً، وأمّا الذين راهنوا على المشروع التكفيري، فإنّهم يحصدون اليوم نتائج رهاناتهم وخيباتهم".

وأوضح فضل الله أنّه "لأنّنا استطعنا أن نوفّر هذه الحماية وهذا الإستقرار وأن نحافظ على هذه الهوية الوطنية المقاومة للبنان، فإنّنا في هذه المرحلة نحتاج إلى تعزيز مثل هذا المناخ بالعمل على معالجة المشكلات الإجتماعية والإقتصادية والحياتية"، لافتاً إلى "أنّنا بالأمس القريب أنجزنا موازنة للدولة اللبنانية، وسجّلنا في نقاشاتها الموقف المناسب من أجل الحفاظ على المال العام، وتخفيف الأعباء عن المواطنين، وننتظر موازنة العام 2018 الّتي يفترض أن تأتي متناسبة مع الإصلاحات الّتي طالبنا بها، ومع ما دعونا إليه من مكافحة الهدر المقونن، و​مكافحة الفساد​، والتسرب المالي وما إلى هنالك".

وبيّن أنّ "هناك في لبنان من يستعجل فتح المعارك الإنتخابية، وهناك من يبحث عن أي عنوان من أجل أن يصيغ خطاباً إستفزازيّاً وسجاليّاً لشدّ العصب تحت عناوين مختلفة، ولكن من خلال نظرتنا ورؤيتنا ومعرفتنا بالشارع اللبناني عموماً، فإنّه لم يعد ينفع هذا الخطاب وهذه السجالات مع اللبنانيين"، مؤكّداً أنّ "ما يحتاج إليه المواطن اللبناني هو معالجة المشكلات الحياتية، لا سيما الكهرباء والمياه وإيجاد فرص عمل وتخفيف الضرائب ووقف الهدر والفساد وتشييد البنى التحتية لقراه وبلداته، وليس تلك الخطابات الّتي تأتي من الخارج والداخل".

وشدّد على أنّ "من يريد أن يكون لديه شعبية، عليه أن يضع يده بيد من يسعى لمعالجة المشكلات الحياتيّة للمواطنين، ويريد إصلاح جدي وحقيقي، لأنّ هذه هي المسؤوليّة الحقيقيّة للمسؤول، وليست المسؤوليّة أن يحرّض طائفيّاً ومذهبيّاً، ويحشّد من هنا وهناك، ويعمل على وجود انقسامات في الشارع اللبناني من أجل القليل من المكاسب الضيقة الّتي لن يحصل عليها تماماً كما لم يحصل على رهاناته الخائبة والخاسرة بسقوط سوريا أو لبنان أو المنطقة بيد المشروع التكفيري والإسرائيلي".