سأل راعي ​أبرشية بيروت المارونية​ المطران ​بولس مطر​ "هل الكنيسة أقوى من الدولة؟"، معتبرا انه "قد تكون كذلك جوهرياً وفكرياً او روحياً، لكنها مالياً ليست أقوى". وقال: "لا يمكن المقارنة بين موازنة الدوبلة ومزانة الكنيسة لأنّ موازنة الدولة تُقدّر بالمليارات".

ولفت في حديث صحفي إلى ان "الدولة تُسخّر الشعب والملايين لتحصد ​الضرائب​ بهدف تأمين سلسلة لثلث تلامذة لبنان"، متسائلاً عمّن سيؤمّن السلسلة للثلثان المتبقيان من التلامذة؟، معلقاً: "شو بدها الكنيسة تغطّي تا تغطّي". واعتبر أنّ "الذي يحصل هو خطأ كبير وغير عادل، ولا يمكن رَمي المسألة على كتف الكنيسة وتحميلها مسؤولية".

ولاحظ مطر أنّ المزايدة هي سيّدة الموقف، وأن "النواب يزايدون لأهدافهم الخاصة ولكسب معاركهم الانتخابية لأنه همّهم الوحيد، وإلّا لكنّا نرى المشهد مختلفاً". وقال: "الكنيسة تصبح في نظرهم عاطلة لأنها زادت الاقساط وهي بذلك تَمتصّ دم الشعب، فيما تكون الكنيسة صالحة في نظرهم اذا أمّنت تغطية الزيادة". وسأل: "من أين وكيف ستأتي الكنيسة بهذه الاموال الطائلة، خصوصاً انّ نفقات السلسلة تصاعدية؟"، مؤكداً انّ "الكنيسة تقوم بما يلزم لشعبها ولرعيّتها، وانها ساعدت وما زالت وما زلنا نساعد بمقدار استطاعتنا"، سائلاً ​الدولة اللبنانية​ لماذا لا تفعل؟ ودعاها الى تغطية السلسلة خصوصاً أنها هي مَن أقرّتها.

وكشف مطر انّ "رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​ قال لي هذا الكلام شخصياً، وأيّدني في القول من انّ الدولة هي من يجب عليها تغطية السلسلة، ووعدني ان يعمل شخصياً على هذا الأمر". ولفت مطر الى أنه لا شيء يمنع من تعديل بعض النصوص في قانون السلسلة، كإضافة بعض البنود الخاصة او إزالتها او ما شابه. موضحاً أن كل شيء ممكن تعديله اذا كان للمصلحة العامة.

وأضاف: "الكنيسة ليست مقصّرة، وهي ليست الدولة، وقد قدّمت مدارسها، وحتى الاراضي، إنما اليوم لا أحد يشتري الاراضي". واعتبر "أنّ الكنيسة ليست دولة، وعلى رغم ذلك سنقدّم ما لدينا. لكنّ الدولة اللبنانية تجبي الضرائب وتحكم الشعب وتقول انّ الهدف مساعدته، إنما الذي نتج من مساعدتها انها تريد تعليم جزء من تلامذة الوطن، فيما السؤال: لماذا لا تعلّم جميع التلامذة؟". وقال مطر: "في ما يخصّنا، نحن نقدّم في مدارسنا مساعدات بقيمة 4 مليارت ليرة في السنة ولم تعد لدينا أموال كافية نقدّمها، فيما الزيادة الجديدة تتطلّب المليارات وهي ليست ممكنة. فإذا كانت الدولة بقرارها "ترميها على مدارسنا فهي بذلك تقتلها، واذا ارادت ذلك فليكن، فلنقفل مدارسنا ولتفتح هي مدارسها. لكننا في المقابل نسأل: لماذا تريد الدولة قتل ​المدارس الخاصة​ فقط؟ فإذا ارادت ذلك لا مشكلة لدينا، فلتتولَّ هي مهمة التعليم في لبنان". وأكد "انّ الكنيسة، وعلى عكس ما يروّجه البعض، شَيّدت نحو 5 آلاف شقة سكنية حتى اليوم لمساعدة الشباب المسيحي وبأسعار متدنية وهي تتولى هذه المهة والصندوق الماروني يعمل جدياً في هذا الاطار، كذلك تعمل الطوائف الارثوذكسية والكاثوليكية بدورها في الاطار نفسه". وأوضح "أنّ المشكلة ليست في الإسكان او توفير الشقق للشبّان، بل هي في إيجاد فرَص العمل لأنّها انقرضَت".