لفت سفير ​فرنسا​ في ​لبنان​ ​برونو فوشيه​ في كلمة له خلال ترؤسه الإحتفال الـ34 تخليدا لذكرى العسكريين الفرنسيين الـ58 الذين قضوا في 23 تشرين الأول 1983 في الاعتداء الذي استهدف مقر دراكار مركز الكتيبة الفرنسية العاملة في القوة المتعددة الجنسيات في ​بيروت​ إلى "أنني أشكر حضوركم اليوم، واشكر الكتيبة الفرنسية الحاضرة معنا والتي تشكل اساس مساهمتنا الحالية في القوات الدولية في الجنوب. شكرا لمشاة البحرية التابعين لمفرزة الأمن في ​السفارة الأميركية​، للمشاركة معنا في هذا الاحتفال. بعاطفة كبيرة أترأس اليوم جنبا إلى جنب هذا الاحتفال، في هذا المكان الذي عرفته سيدي الجنرال بوغا في صيف عام 1982، عندما كنت آمر سرية من الكتيبة الثانية للمظليين الفرنسيين، وذلك اليوم صباح 23 تشرين الأول عام 1983 حيث اصطف 58 نعشا من الجنود الفرنسيين".

أضاف "في عام 1983، كانت فرنسا بالفعل في لبنان لتحقيق السلام في بلد عرف حربا أهلية لا ترحم استمرت لأكثر من أربع سنوات. وهي استجابت لدعوة ​الحكومة اللبنانية​ و​الأمم المتحدة​، إلى جانب حلفائها الكبار، الأميركيين، البريطانيين والإيطاليين، ضمن القوة المتعددة الجنسيات وكانت الوحدة الفرنسية تعمل نهارا وليلا، الى جانب القوات المسلحة اللبنانية، للسلام، ولعودة السلطة الشرعية للدولة. تم نشر هؤلاء الجنود الفرنسيين في عدة مواقع في شمال المطار، واحد هذه المواقع هو مبنى دراكار".

وتابع "في صباح يوم 23 أكتوبر 1983، عند السادسة والثالث، طالت شاحنة مفخخة مقر القوات الأميركية الموجودة في ​مطار بيروت​ الدولي حيث سقط نحو 241 من الجنود الأميركيين ونحن نستذكرهم بتأثر لتضحياتهم، ونحيي ذكرى 24 من مشاة ​البحرية الأميركية​، الذين سقطوا في ذلك اليوم الرهيب وبعد 4 دقائق في 23 تشرين الأول/أكتوبر، دمر بناء دراكار أيضا بشاحنة مفخخة حيث سقط نحو 58 قتيلا بين الجنود الفرنسيين ونجا فقط 15 مظليا، ومن ارتكبوا هذا الجرم لم يكونوا يرغبون في ضمان السلام والأمن والاستقرار في لبنان".

وقال ان "هؤلاء الجنود الفرنسيين لم يكونوا يقاتلون او ويحاربون من اجل انتصار بلدهم، كانوا هنا لأن فرنسا قد أرسلتهم بناء على الطلب السلطات اللبنانية لمساعدة لبنان و​الشعب اللبناني​ لإيجاد سبيل المصالحة والاتفاق الوطني الذي يؤدي إلى السلام. من عام 1982 إلى عام 1984، كان نحو 8,000 في بيروت من اجل الحفاظ على الأمل في جحيم المواجهة دون رحمة وسقط 89 منهم من اجل السلام في لبنان"، مفيداً أن "فرنسا لا تزال موجودة في لبنان. ومن اجل حماية السلام تستمر في ارسال جنودها، كما يؤكد على ذلك 650 جنديا فرنسيا منتشرين في ​جنوب لبنان​ ضمن قوة الأمم المتحدة والكل يعلم كم ان وجودهم جنبا إلى جنب مع وحدات من الدول الأخرى المساهمة في القوات الدولية أمر ضروري لمساعدة القوات المسلحة اللبنانية".

ورحب فوشيه بـ"الإنجازات العسكرية للقوات المسلحة اللبنانية هذا الصيف، في عملية ​فجر الجرود​، وبقرار إرسال فوج للتدخل جنوب ​نهر الليطاني​"، معتبرا ان "ذلك يساهم في عودة سيادة ​الدولة اللبنانية​ على كامل أراضيها" وقال "أنا أعرف كيف يثمن اللبنانيون أهمية المهام التي يقومون بها وكم انهم ممتنون لهم ونحن باسم فرنسا فخورون بما يقومون به".

أضاف "عملنا لا يتوقف على مشاركتنا في القوة الدولية انما يطال التدريب ايضا، ومنذ العام 2014، زدنا ثلاثة أضعاف الجهد الذي نبذله لتدريب ​القوى الأمنية​ اللبنانية، وسيستمر هذا الجهد في عام 2018. ونحن نود تعزيز خطة التعاون التي أعلنها الرئيس هولاند، فيما اعلن الرئيس ماكرون خلال زيارة رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ ان فرنسا ستتخذ في الأشهر المقبلة مبادرات دولية أخرى لصالح للجيش اللبناني".

وتابع "هذا الإحتفال هو مناسبة لتقليد وسام الى ضابط يجسد الصداقة اللبنانية الفرنسية، ولقد منحنا وسام الضابط الأكبر للاستحقاق الوطني الفرنسي للجنرال الان بيلغريني الذي هو صديق كبير في لبنان والذي كان قائدا لقوات ​اليونيفيل​ عام 2006، والكل يذكر عمله في جنوب لبنان وتصميمه من اجل ان تستمر اليونيفيل في عملها لصالح الشعب اللبناني برغم المعارك التي كانت دائرة. كما ان الجنرال بوغا منح العميد زياد شاهين وسام الأستحقاق الوطني الفرنسي، بتكريمه نكرم ضابط المدفعية اللامع، ورئيس مركز الأمن في مطار بيروت الذي يشرف على امن المسافرين اللبنانيين والأجانب، كما أحيي الضابطين الفرنسيين في اليونيفيل اللذين منحا الوسام العسكري تقديرا لمهامهما".