لفت ​البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي​، في غظة ألقاها خلال ترؤسه الذبيحة الإلهية في كنيسة سيدة ​لبنان​ في ​الولايات المتحدة الأميركية​، إلى أنّه "يُسعدنا أن نختتم القمّة السنوية الرابعة لمنظمة "الدفاع عن ​المسيح​يين- In Defense of Christians" (IDC) المنعقدة هنا في واشنطن من 24 إلى 26 تشرين الأول الحالي"، مشيراً إلى "أنّنا نحتفل بهذه الليتورجيا الإلهيّة لنرفعها ذبيحة التماس من الله لنهاية الحروب والنزاعات في بلدان ​الشرق الأوسط​، ولإحلال سلام عادل وشامل ودائم فيها، ولعودة جميع اللاجئين والنازحين والمخطوفين، وعلى رأسهم مطراني حلب ​بولس يازجي​ للروم الأورثوذكس، و​يوحنا ابراهيم​ للسريان الأورثوذكس، والكهنة والرهبان"، منوّهاً إلى "أنّنا نصلّي من أجل عودتهم إلى أراضيهم وأوطانهم، بحكم حقوق المواطنة، وحفاظًا على ثقافات بلدانهم وحضاراتها وتاريخها المكتوب على أرضها. فلا يكونوا عبئًا على غيرهم، ولا يبقون في حالة عيش من البؤس والفقر والحرمان".

وركّز البطريرك الراعي، على أنّ "على وجه التّحديد، يجب أن يعود الفلسطينيون والعراقيون والسوريون إلى أوطانهم، ليواصلوا فيها حياتهم مع مواطنيهم الّذين قاوموا بتمسّكهم بأرضهم وبعيشهم عليها، بالرغم من كلّ الصعوبات"، مؤكّداً أنّ "العودة هي حقّهم المدني والسياسي وقد أقرّتها المعاهدة الدوليّة الّتي صدرت عن منظمة الأمم المتحدة في 16 كانون الأول 1996، موقّعة من 140 دولة ومن بينها دول الشرق الأوسط".

وأشار إلى أنّ "بالنسبة إلى النازحين السوريين، فقد أقرّ اتفاق الأستانة بين روسيا وتركيا وإيران، في 17 أيار 2017، إقامة أربعة مناطق آمنة لهم في كل من أرياف: إدلب، شمالي حمص، شرقي الغوطة وجنوبي ​سوريا​. وقد أُقرّ ترسيم خرائط هذه المناطق في 22 أيار من السنة عينها، فلا بد من عودة الجميع إليها، بدءًا بالذين في لبنان ولا سيّما الّذين هُدِّمت بيوتهم بالكليّة".

وشدّد الراعي، على أنّ "المسيح يزرع المؤمنين حبّات قمح في حقل العالم، لكي يعطوا ثمار خير تستفيد منها البشرية جمعاء. فكما القمح يصير خبزاً لإطعام البشرية، وفي سرّ القربان يصبح جسد الربّ لحياة العالم، هكذا المؤمنون بالمسيح المعروفون بالمسيحيّين، مدعوّون ليعطوا العالم خبز الخير والعدالة والمحبة والحرية والسلام، خبز الثقافة والإنماء، خبز الفرح والسعادة".