لفت وزير العدل ​سليم جريصاتي​، خلال العشاء السنوي لنقابة المحامين في طرابلس، الى "اننا نحن اليوم نقول أن العدل أخذ مجراه بأن ضخ دما جديدا في شرايينه، وقام مجلس ​القضاء​ الأعلى وتجاوب وزير العدل بمناقلات عامة وتعيينات إعتمدت مبدأ المداورة، وإنكم تجدون اليوم بين الحضور دما جديدا في القضاء سواء في الحقوق أو الجزاء، وهم سيعملون بكد وجهد ليثبتوا لكم أن القضاء سلطة مستقلة، نعم سلطة مستقلة، وأقول لكم مجددا اليوم أن هذه المناقلات تبعتها ايضا إستنابات، ووزير العدل عندما أتى إلى الوزارة أرسل إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء مشروعي مرسومين بإنشاء محكمتين مكتملتي الأوصاف، في محافظة عكار ومحافظة البقاع الشمالي، والأمر يحتاج إلى بعض التفاصيل التقنية، وأنا على يقين أن مجلس القضاء الأعلى فور صدور المرسومين سوف يبادر إلى ملء هذه الشواغر بالرغم من ان الأمر يحتاج إلى ما يقارب 200 ألى 230 قاضيا، لأن الشواغر كبيرة، ونعدكم بأنه سوف يكون لعكار محكمة مكتملة الأوصاف ولن نعيش بعد اليوم فقط على المنفردين والإنتدابات".

أضاف: "من ناحية أخرى ثقوا بأن هذا العهد هو عهد إصلاح وتجديد، ومن هنا أتوجه بتحية خاصة إلى رئيس دخل في التسوية السياسية الكبرى وتجاوز كل الإعتبارات السياسية الضيقة، عنيت به رئيس الحكومة ​سعد الحريري​، علينا جميعا أن نلاقيه في منتصف الطريق، نحن شركاء في الحكومة، وهو رئيس حكومة إستعادة الثقة، كي نقول معا للوطن أننا واحد وأن علم بلادنا يظللنا، وأن ما يتهددنا من مخاطر هو واحد، ومواقف الحكومة تدل على تضامن منقطع النظير وإن شهدتم بعض المناكفات السياسية وإن شهدتم بعض الإختلاف في الرأي وهو دليل على الديموقراطية التي هي سمة نظامنا السياسي".

واكد "اننا ومجلس النواب كما تشهدون وكما سوف يبين الرئيس في بيان إنجازات السنة الأولى من عهده مساء الإثنين، نشهد وقد أنجزنا الكثير لأننا توحدنا على توصيف الأخطار، توحدنا على نظرة في السياسة العامة للحكومة، على نظرة إلى دور التشريع وعلى نظرة إلى ان الإنتخابات المقبلة بالقانون الجديد الذي إعتمد سيشكل خطوة من خطوات الألف ميل التي ينبغي ان نجتازها معا لكي نصل إلى الدولة التي يشتهي كل منا، دولة المواطنة والعدالة، اقول لكم بعد هذه الإنجازات يجب عليكم أن تفخروا بالقيادة الجديدة، وان تمنحوها ثقتكم وإن الغد لناظره قريب، عشتم وعاشت النقابة وعاش القضاء في الشمال وعاش لبنان".

بدوره، اكد رئيس مجلس القضاء الأعلى ​القاضي جان فهد​ "إن مجلس القضاء الأعلى قد إستعرض بالأمس في التقرير السنوي الذي اطلقه خطته للنهوض بالعمل القضائي وهو يعي أهمية الإرتقاء بمستوى العمل القضائي وتحديث وسائل هذا العمل، كما يعي ضرورة التعامل مع التحديات بجدية ومسؤولية، وعلى هذا الأساس صدرت اخيرا المناقلات و​التشكيلات القضائية​، وقد تم فيها إستحداث غرفة إستئنافية وغرفة إبتدائية ومراكز محامين عامين وقضاة تحقيق في محافظة لبنان الشمالي، ونهار أمس صدرت إنتدابات لسد بعض الفراغات في محاكم حلبا، القبيات، الضنية، وطرابلس على أمل إستحداث ملاك منفصل لمحافظة حلبا- عكار".

ولفت الى "إن مجلس القضاء الأعلى حاضر دوما للاستماع إلى هواجسكم، وأقصى ما يبتغيه هو الإستجابة لإنتظارات ​الشعب اللبناني​، الذي اولانا شرف نطق الأحكام بإسمه، وسوف تظل الهيئات المسؤولة عن إدارة الشأن القضائي وحسن سير العمل فيه تبذل أقصى الجهد لإتمام ما أوكل إليها".