ضجت الاوساط ال​طرابلس​ية يوم امس بخبر استقالة ٥٦٠ منتسبا ومنتسبة الى ​التيار الوطني الحر​. خبر لفت الانظار بعدد المنتسبين ومدى تأثير هذا التيار على منطقة ​جبل محسن​. لكن ما هي الاسباب التي ادت الى تقديم كافة المنتسبين استقالات جماعية في غضون فترة ليست بطويلة بين الانستاب والاستقالة؟..

تقول مصادر في جبل محسن ان اسباباً كثيرة وعديدة دفعت بالهيئة الى تقديم استقالة جماعية، ابرزها ان المنتسبين منذ عام ما زالوا يراوحون مكانهم، ولم يحقق التيار امالهم ولا شروطهم فالاستمرار في التيار بات مضيعة للوقت،حسب رأيهم، لذلك استقال الجميع.

منذ تطبيق الخطة الامنية في جبل محسن والتبانة، والمنطقتان تنتظران خطة اقتصادية موعودة تخفف من الكوارث الاجتماعية التي خلقتها المعارك الدموية، لكن بقيت الوعود والامال مجرد احلام. وكشفت المصادر في جبل محسن ان الآمال التي علقها سكان الجبل بالقيادات السنية الطرابلسية قد خابت، نظرا للوعود التي كانت تقطع لهم قبل كل انتخابات مقابل الادلاء باصواتهم، دون ان يحصدوا شيئا.

ما جرى بعد تطبيق الخطة الامنية ومغادرة امين عام الحزب العربي الديموقراطي ​رفعت عيد​ وبعض الكوادر منطقة الجبل باتجاه ​سوريا​، ان اهالي الجبل شعروا بعزلة وتهميش وكأنهم خارج ​لبنان​، الامر الذي دفع الاهالي الى الالتحاق بقوى سياسية لبنانية فاعلة.

وتتابع المصادر انه ازاء هذا الوضع، جرت اتصالات بين ابناء جبل محسن ومحازبين من التيار الوطني الحر، افضت الى الاتفاق على انضمام العشرات من العلويين الى التيار ليصبح عدد المنتمين بعد شهر اكثر من ٥٠٠ منتسب. لكن هذا الانتساب تضمن شروطا عديدة ابرزها تأمين فرص عمل للعلويين واعادة حقوقهم المسلوبة من الوظائف الادارية.

ووفق ما قال احد المنتسبين، فإنه قبل الانضام الى التيار، "كان شرطنا عدم التدخل بالانتخابات، بمعنى انه لا يحق لاي جهة تسمية المرشح العلوي سوى ابناء الجبل وحدهم، ووعدنا في المقابل اعطا ءاصوات العلويين الى مرشح التيار في طرابلس وهي اصوات لا يستهان بها".

وكشف المصدر "ان احداً لم يعد "يمون" على العلويين سوى الرئيس ​بشار الاسد​ لان الجميع خذلنا".

ولفت المصدر الى ان معاناة اهالي جبل محسن بدأت منذ اربعين عاما منذ وقوع الحرب الاهلية حيث هاجر المئات الى سوريا ولم يعودوا منذ ذلك الوقت واستقروا هناك... لكن هؤلاء لبنانيون ويحلمون بالعودة الى الجذور الا ان هذه العودة مرتبطة بموقع الطائفة على الساحة اللبنانية وحقوقها اسوة بباقي الطوائف.

وقال المصدر: لم يعد هناك في جبل محسن من يريد الانجرار الى اي معركة او ان تكون المنطقة صندوق بريد، ابناء جبل محسن دفعوا اثمانا غالية ارضاء للقوى السياسية وهذا ما حصل في التبانة، في النهاية الجميع خرج منتصرا الا ابناء الجبل والتبانة، وحدهم خرجوا مهزومين.

وختم المصدر بالقول ان العودة عن قرار الاستقالة من التيار الوطني الحر بات مشروطا بافتتاح مكتب للمنتسبين، مع دفع ايجاره وتخصيص موازنة محددة للناشطين، وتوفير فرص عمل لمئات العاطلين عن العمل، وفي حال لم تلب هذه الشروط فالعودة الى صفوف التيار... مستحيلة.