رأت مصادر وزارية ان رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ سبق رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ في الخطاب لذي القاه خلال المأدبة التي أقيمت على شرف المشاركين في مؤتمر الطاقة الوطنية الاسبوع الماضي ، في تعداد إنجازات حكومته التي هي عمليا إنجازات العهد، وان كان رئيس البلاد قد اعتبر ان هذه الحكومة ليست حكومة العهد ، ثم عاد واوضح قوله مدافعا عنها .

وقالت ان الأطلالة الإعلامية للرئيس ميشال عون ستتراوح بين مرحب بما قال ومنتقد لما صدر عنه ، انسجاما مع وجود قوى خارج السلطة ، واُخرى تتمثل في فريق تابع ل​تيار المستقبل​ برئاسة الرئيس ​فؤاد السنيورة​ يعرف باسم "مجموعة العشرين"، وتضم من يصفون بأنهم صقور هذا التيار. ولفتت الى ان التحفظات الرئيسية من المتوقع ان تستند الى ما يتعلق بسياسة العهد حيال ​الدول العربية​ ، وبالتحديد تجاه ​دول الخليج​ العربي وفي مقدمها المملكة العربية السعودية .

واوردت المصادر نفسها في سياق مراقبة ما جرى ويجري على الساحة الداخلية من مواقف حيال العهد وحكومته، عدة معطيات تعزز استحالة انهيار التسوية التي قامت مع انتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية ووصول الحريري الى السراي الحكومي ، اقله قبل الانتخابات النيابية المتوقعة في أيار من العام القادم .

وفي طليعة هذه المعطيات ان الرئيس الحريري لا يزال في صلب هذه التسوية ، وانه متمسك بخياراته ، والواضح انه نجح في استيعاب الأصوات المعارضة داخل حزبه.

واوضحت المصادر الوزارية ان تجربة رئيس الحكومة اثبتت انه اكثر عقلانية ، وان المرحلة التي رفع فيها تياره الصوت عاليا ضد ​حزب الله​ قد أخذت مداها.

واعتبرت المصادر ان تغريدات وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ​ثامر السبهان​ لم تؤثر على الوضع السياسي في لبنان ولا على التسوية القائمة ، وهذا يعود الى التصدي الذي يقوم به الحريري دفاعا عن هذه التسوية .

وتابعت :اضافة الى ذلك تم معالجة العلاقات بين قصر بعبدا وعين التينة بحيث توصف هذه العلاقة بين الرئيس ميشال عون ورئيس المجلس النيابي ​نبيه بري​ "بالممتازة "كما أشار هذا الاخير في مقابلة مع صحيفة "الاتحاد "اللبنانية" ، وهذ جزء مهم في بنيان تثبيت التسوية ، يعود وبحسب المصادر الى ان هناك شيئا ما بدد مخاوف رئيس السلطة التشريعيية .

اما في ما يتعلق بالاعتراضات التي صدرت من قبل بعض القوى السياسية، فترى المصادر ان كل الملفات تمر مع وجود حذر لدى البعض، وان كل ما قيل عن الفساد والصفقات ، بقي في سياق الاعتراضات الشكلية التي لم تؤثر على التسوية السياسية القائمة وانه حتى ولو ذهبت ​القوات اللبنانية​، كما تلمح، الى الاستقالة من الحكومة ، وهذا امر مستبعد ، فان البدائل لاستمرار التسوية السياسية موجودة .

وشددت المصادر على ان جميع القوى السياسية تدرك عدم وجود اهتمام خارجي لما يحصل في الداخل اللبناني ،لذلكً غابت الاجندات الخارجية ، مما يساهم في صمود التسوية القائمة .

واكدت المصادر ان هواجس كل طرف من الأطراف اللبنانية انخفضت خلال هذه السنة وان العهد استطاع تبديد الكثير من الهواجس، وبالرغم من ان الكثير من المكونات السياسية لديها تحفظات على اداء وزير الخارجية ​جبران باسيل​ ، لكن معظم، ان لم يكن جميع هؤلاء، يمييزون بينه وبين رئيس الجمهورية .

ولكن وبحسب المصادر يبقى شائكا ملف العقوبات الاميركية القادمة على حزب الله ومدى تأثيرها على الوضع الحكومي وعلى هذه التسوية ، والكلام عن حرب إسرائيلية ضد لبنان ،وتشير هذه المصادر الى ان هذه العقوبات المرتقبة لن تؤثر تأثيرا مباشرا على الحزب، لكنها يمكن ان تحدث اهتزازات في بيئته الحاضنة ، دون ان يصل الامر الى اضعافه ، وان ما يصدر عن الادارة الاميركيية من تصعيد،هو اغلب الظن في اطار التهويل ورغبة من ​الادارة الاميركية​ الجديدة في توجيه رسائل الى ​ايران​ ، دون ان تتوضح بعد هذه النوايا ، وأنها ما زالت حتى الان في اطار حرب ناعمة يخوضها الطرفان ، ولن تصل الى صراعات مسلحة او حروب لان واشنطن قبل غيرها تعرف مدى خطورة مثل هذا التطور على ​اسرائيل​ وعلى مصالح الغرب في المنطقة .