شدَّد السيّد ​علي فضل الله​ على أنَّ إقفال الطرق على كلّ الساعين للفتنة في الواقع ​الإسلام​ي، يبدأ من خلال استنكار السنّي لأي ظلم يتعرَّض له الشّيعي، واستنكار الشيعي لأيّ ظلامة يتعرض لها السنّي، ودفاعهما المشترك عن كلّ مظلوم، مشيراً إلى أنَّ التنوّع ينبغي أن يكون دعامة من دعامات الوحدة الإسلاميَّة، ولكنّنا لا نحسن استغلال ذلك.

كلام فضل الله جاء لدى استقباله وفداً من ​هيئة علماء المسلمين​ ضم الشيخ أحمد العمري والشيخ إبراهيم إبراهيم، حيث جرى البحث في عدد من الشؤون الإسلاميَّة، والسّبل الكفيلة بالحفاظ على الوحدة الإسلاميَّة، بعد التحديات الكثيرة التي واجهتها في السنوات الأخيرة، وبعد الأحداث الدامية التي جرت في المنطقة العربية والإسلامية...

ونوّه الشيخ العمري بالمواقف الوحدويَّة للسيد فضل الله، وخصوصاً في هذه المراحل الصَّعبة "التي نحن أحوج ما نكون فيها إلى الأصوات الجامعة والموحّدة"، مؤكّداً أن "ثقتنا كبيرة بهذه المدرسة التي لا نبالغ إذ قلنا إنَّها المدرسة الوسطية الحقَّة".

من جهته، رأى السيّد علي فضل الله أننا "لا نستطيع أن نواجه التحدّي الثقافي والفكري وكلّ التحديات الأخرى إذا كنا ممزقين ومتفرقين"، مشيراً إلى أنّ "أولى خطوات مواجهة الفتنة تتمثّل في أن ننزل إلى الأرض لنعالج كلّ المفردات التي تسبب الفتنة أو تلك التي أنتجتها"، داعياً إلى ضرورة العمل لمعالجة كلّ الإرث السّلبي الَّذي تركته المنظَّمات الإرهابية التي عنونت نفسها بالإسلام.

وأكَّد "أهميَّة أن تراجع الحركات الإسلاميَّة تجاربها، وتجري نقداً ذاتياً لتعرف أين أخطأت وأين أصابت"، معتبراً أنه "إذا أحسنّا الاستفادة من التحديات، فهي تساهم في تعميق التجربة الإسلامية وزيادة الوعي داخلها".

وشدّد على "أهميَّة الدّور الوسطيّ لهيئة علماء المسلمين"، داعياً إلى المزيد "من العمل لتعزيز الوحدة الإسلامية ونزع فتيل الفتنة المذهبية"، مؤكداً "ضرورة أن يتحلّى الجميع بالروحية الإسلامية التي تجعل كلّ مذهب ينفتح على المذهب الآخر، بحيث يدافع السني عن مظلومية الشيعي، ويدافع الشيعيّ عن مظلوميّة السنّي. وعندها، نكون قد أقفلنا الطريق على كلّ دعاة الفتنة".

ودعا إلى "إخراج النقاش حول تعطيل يوم الجمعة من الدائرة الطائفيَّة"، وطالب بتأمين الفرصة للمسلمين في تأدية عباداتهم، نظراً إلى التأثير الذي تركته القرارات الأخيرة في قدرتهم على أداء واجباتهم الدينية"، مؤكداً ضرورة الإسراع في حسم موضوع ​الموقوفين الإسلاميين​، وعدم إبقاء هذا الملف عالقاً في الأدراج، لما يسبّبه من ظلم لبعض هؤلاء ولكنه سيكون سبباً للتوتر والاحتقان في داخل الوطن.