رأى رئيس "​التيار الوطني الحر​" وزير الخارجية ​جبران باسيل​، أنّ "لبنان لم يعش إلّا الأزمات، لذلك الآمال كبيرة على العهد الجديد"، مشيراً إلى أنّ "تسوية الرئاسة هي صمود "التيار الوطني الحر" ورئيس الجمهورية ​ميشال عون​ و"​حزب الله​" الّذي وفى بوعده"، لافتاً إلى أنّ "رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ تفهّم بأنّه لا يمشي الحال من دون الشراكة، وحزب "القوات اللبنانية" استدرك أنّه لا يمكن أن يحفظ نفسه دون الخيارات الكبيرة والقوية".

وركّز باسيل، في حديث تلفزيوني، على "أنّنا بعهد وطني واستحقاقات وطنية، وتمّ التكلّم كثيراً عن التسوية وقيل إنّ ​قانون الستين​ هو أحد ركائز التسوية"، منوّهاً إلى أنّ "​المحاصصة​ السياسية قائمة في كلّ بلد في العالم، والمهمّ أن تكون قائمة على معايير تأتي بأشخاص "أوادم""، موضحاً أنّ "الإجتماع الأوّل للتسوية الرئاسية كان في حزيران، حتّى وصلنا إلى 31 تشرين الأول يوم الإنتخاب. عندما اجتمعنا في حزيران سؤالي الوحيد كان، هل نحن متّفقون على أنّ العماد عون رئيساً للجمهورية؟ وهذا يدلّ على أنّ لا مساومة على المبادئ"، مبيّناً "أنّنا لم نتفاجئ بالأصوات الّتي حصل عليها الرئيس عون".

وأشار إلى أنّ "بالنسبة لنا وبالمعنى الوطني، لا مشكلة مع رئيس مجلس النواب ​نبيه بري​، وولا مرة المشكلة كانت من جانبنا"، مشدّداً على أنّ "وحدة الشيعة ووحدة السنة هما أمرين صحيّين من أجل البلد، فالتنوع قوّة وهو جمال التركيبة اللبنانية، ونحن نسعى دائماً إلى التقارب".

وعن اتهامه بأنّه رئيس الظل، بيّن باسيل "أنّني أمثّل تياراً سياسيّاً في البلد، يمثّل شريحة من الناس"، مؤكّداً أنّ "الرئيس القوي له كتلة نيابية ووزارية وشعبية تعطيه القوة، وهناك رئيس في القصر ولست أكثر من رئيس لـ"التيار الوطني الحر" يمارس دوره مع رفاقه ويقوى بهم ولست مسؤولاً عن معالجة المشكلات النفسية، منوّهاً إلى أنّ "الرئيس هفي ذه الحكومة له 5 وزراء والتيار له 4 وزراء، ونحن تيار الجمهورية القوية ونأمل أن يكون معنا قوى أخرى داعمة للرئيس"، موضحاً أنّ "لا مشروع لدي سوى نجاح الرئيس في عهده ونجاحي في "التيار الوطني الحر""، مشدّداً على أنّ "ما أنجز في سنة لم يكن يتوقّعه اللبنانيون والسنوات المقبلة يجب أن نشبعها بالعمل".

ولفت إلى أنّ "أوّل إنجازات العهد هو الوحدة الوطنية والشراكة، وإلّا لكان لبنان تشلّع في ظلّ الأجواء الإقليمية الراهنة. ومن الإنجازات وجود رئيس يمثّل الناس، وتشكيل حكومة متوازنة للمرة الأولى منذ ​اتفاق الطائف​"، مشدّداً على أنّ "التوازن في البلد عاد من خلال هذه الحكومة"، مؤكّداً أنّ "معركة التمثيل الكامل المتناصف لم تنته، وما أنجز في ​قانون الإنتخابات​ ليس قليلاً والمعركة ستستكمل وللمرّة الأولى يوضع موضوع التوازن في الإدارة على الطاولة جديّاً".

ونوّه باسيل، إلى "أنّني سألت شركاءنا في الحكومة، هل تقبلون بمباراة يكون فيها 3 مسيحيون مقابل 56 من طوائف أخرى؟ ملف الإدارة متدرّج ومسألة كيانيّة لا يمكن التعاطي معها بخفّة، ونحن لا نطرح أن تكون على حساب الكفاءة مثلما في السلك القضائي والدبلوماسي والأسلاك الامنية"، مركّزاً على أنّه "يجب احترام الإمتحانات والكفاءة والإختصاصات، ولا يمكن لأحد أن يضغط علينا للقبول بنتائج مباراة انتهت مدّتها منذ سنتين".

وأكّد أنّ "وقوف لبنان بشخصيته وبذاته من أعلى منبر دولي وإعلانه موقفه بوضوح ليس تفصيلاً"، مشيراً بموضوع ​النازحين السوريين​، إلى "أنّني أقدّر الوعي الوطني والرئيس لا يمكنه القيام بشيء دون الحكومة"، مبيّناً "أنّني أريد القوي في الطائفة الأخرى ولو كان ضدّي، وأعرف دور الحريري الكبير وماذا يتحمّل وكيف نتكئ على بعضنا"، موضحاً "أنّنا نريد إغلاق ملف المهجرين وإغلاق هذه الوزارة. وتمّ صرف مليارين دولار على المهجرين وهم لم يعودوا جميعاً إلى قراهم"، منوّهاً إلى "أنّنا لا نريد العودة فقط في الصيف أو عطل نهاية السبوع".

وشدّد باسيل، على أنّ "لا إشكال على سفير لبنلان في أميركا، وفي ​الفاتيكان​ تمّ تعيين سفير لم نكن نعرف أنّه ينتمي إلى جميعة لا تريدها الكنيسة، والآن تمّ حلّ الموضوع وأنا على تواصل مباشر مع الفاتيكان ومع أعلى المسؤولين في الكرسي الرسولي وعالجنا الموضوع"، مشيراً إلى أنّ "في التعيينات الإدارية العديدة، قسم منها حصل ويتمّ التحصير للقسم الآخر"، لافتاً إلى أنّ "الإبراء المستحيل أصبح بنداً في ​الموازنة​ والقوى السياسية صار رأيها مثلنا، فأين الصفقة في الموضوع؟".

وكشف أنّ "بين يدي لبنان اليوم عرض من أكبر تحالف شركات دولي في موضوع ​النفط والغاز​ بسبب توقيع المراسيم الّتي كانت معتقلة سابقاً. لبنان قام بخطوات كبيرة في ملف النفط"، موضحاً أنّ "هذا البلد بحاجة إلى تخطيط في فكر اقتصادي، والحكومة لم تنجز بعد بملفي النزوح والإقتصاد"، مبيّناً أنّ "إقتصادنا بحاجة الى أكثر من الأمور الّتي تتحقّق سياسيّاً، وهناك عطب بنيوي كبير، هو بحاجة لمعالجات إقتصادية كي ينجح"، مشيراً إلى أنّه "سيبقى هناك مخاوف كبيرة من الخارج، منها العقوبات الأميركية أو التصريحات السعودية والإيرانية".

وأعلن باسيل، أنّ "الثقل النفسي على ​الإقتصاد اللبناني​ سيبقى رازحاً. وأنا أعتب على الحريري بهذا الموضوع، فنحن بحاجة إلى فريق إقتصادي دائم، وخلية أزمة إقتصادية تدرس جدول أعمال الملفات الإقتصادية وتنتج قرارات إقتصادية بالإستيراد والتصدير والزراعة والصناعة"، مركّزاً على أنّه "يجب إعادة رفع التصديرات والتحفيف من الإستيراد عبر التسويق وتشجيع الصناعة والزراعة ووضع تسهيلات. كما يجب وقف السرقة والهدر في الجمارك"، منوّهاً إلى أنّ "هناك تواطؤاً سياسيّاً من الجهة الّتي تدير الإنتخابات أي وزير الداخلية نهاد المشنوق، من خلال التعاطي بميوعة مع موضوع البطاقة للوصول إلى انتخابات من دونها"، مبيّناً أنّ "ما يجري في موضوع البطاقة استغباء وبجب أن يثور اللبنانيون، وهناك نية للتزوير أوّل من تكلّم عنها وزير المهجرين طلال أرسلان".

وشرح أنّ "وزير الداخلية صديق على المستوى الشخصي لكن بموضوع تطبيق قانون الإنتخابات "مش ماشي حالو"، والحل "يا يقلع هيك يا يقلع هيك""، كاشفاً أنّ "نيّتنا السياسية هي التحالف الإنتخابي مع حزب "القوات اللبنانية"، لكن وفق الأحجام وكما أنّ هناك "أوعا خيك" هناك "أوعا حالك""، مؤكّداً أنّ "لا علاقة سياسية مع رئيس تيار "المردة" قائمة حاليّاً، ونحن لسنا أساس المشكلة"، مركّزاً على أنّ "لا مشكلة شخصيّة ومصلحة البلد أهمّ، وعندما نتفاهم مع "القوات" من الطبيعي أن لا يكون لنا مشكلة مع "المردة". هم من يصرّحون عبر الإعلام ونحن لا نردّط، موضحاً "أنّني أعرف الثمن السياسي الّذي يطلبوه وأنا لن أدفعه"، معلناً "رغبته بالتحالف مع "تيار المستقبل"، وتحالفنا ثابت مع "حزب الله"، وبحال تفاهمه الإنتخابي مع "أمل" فهذا طبيعي"، مشيراً إلى "أنّنا لن نخرج على التفاهم مع "القوات"، لكن نمط "مناخد ومنعترض" هو القائم معهم".

وبيّن باسل، أنّه "كما تسير الأمور، لا تفاهم مع حزب "الكتائب"، وأنا قمت بمعركة لإشراكهم في الحكومة وهناك ظلم بعدم إشراكهم، لكن لم يصدّقونا بما قلناه لهم"، منوّهاً إلى "أنّني اجتمعت برئيس الحزب النائب سامي الجميل لكن المشكلة أنّ ما يُحكى في الغرف غير ما يعلن في الخارج"، لافتاً بموضوع العلاقة مع رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" النائب وليد جنبلاط، إلى أنّ "ما قلته في رشميا هو ما قلته في الشوف والحقيقة تبقى حقيقة ولا نعيش مستتبعين، علماً أنّ المصالحة لا تمسّ".