يؤكد ​حزب الله​ على لسان قيادي بارز فيه ان ما يتفوه به وزير شؤون الخليج ​ثامر السبهان​ ليس الا صورة مصغرة عن شخصية فاشلة في كل مسيرتها السياسية والامنية الى اليمن والعراق وسوريا ليتحول الى شتام صغير بحق حزب الله وبيئته المقاومة. ويعتبر القيادي ان تحول السبهان من وزير لشؤون الخليج الى وزير الشتم السعودي اليومي بحق حزب الله يؤكد ان مشروع السعودية فشل في كل المنطقة ولم يبق امام هذه القيادة اليوم الا سياسة «عليي وعلى اعدائي» عسى وعل تكون المصالح موجودة وتتحقق.

وعلى عكس ما يتم الترويج له في بعض وسائل الاعلام وبعض الشخصيات التابعة للمحور السعودي والمتمولة منه، يعتبر القيادي ان كل ما يقال هو تهويل سعودي للضغط على لبنان وحزب الله ورئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ وعلى كل اعضاء فريق الحكومة هو لاحراج هؤلاء وللضغط بدورهم على حزب الله. فالقول بتطيير حزب الله من البلد والحكومة يعني ان الحكومة ستطير ومعها البلد وهذا امر لا يمكن لاحد تحمل نتائجه وعواقبه.

ويشير القيادي الى ان استدعاء رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ بشكل مفاجىء امس الاول وان يلغي جميع مواعيده بما فيها اجتماع لجنة ​قانون الانتخابات​ استعراضي للايحاء بأن ما سيقال او ما سيقرر بعد هذا اللقاء «سيغير وجه العالم ولبنان».

ويلفت القيادي الى ان المعلومات المتوافرة لدينا لا تشير الى تفجير البلد وتطيير الحكومة كما لم تصلنا معلومات او اخبار عن نية الحريري الاستقالة من الحكومة او استقالة وزراءه في التيار الازرق وحتى القول بان ​القوات اللبنانية​ تتجه الى الاستقالة كلام استعراضي وشعبوي.

ويؤكد ان ما وصلنا من لقاء الرئيس الحريري بولي العهد السعودي محمد بن سلمان متركز على الملف السوري وخصوصا بعد سعي الرئيس عون ووزارة الخارجية عبر الوزير ​جبران باسيل​ اعادة العلاقات مع سوريا الى طبيعتها وسابق عهدها قبل الازمة. فتعيين سفير لبناني في سوريا لا يجب ان يتحول الى بداية تطبيع واعتراف دبلوماسي وسياسي بنظام الرئيس ​بشار الاسد​ هذا بالاضافة الى سعي رئاسي لبناني لحل ازمة ​النزوح السوري​ بتكليف شخصية رسمية المتابعة مع الدولة السورية في ملف اعادة النازحين الى بلادهم.

فما تريده السعودية من الحريري هو ان لا «يندفع» او لا «يهرول» تجاه النظام السوري قبل معرفة سير الامور وخصوصا ان السعودية بدأت التفاوض مع الروس بشأن سوريا وجمعت حولها بعض فصائل المعارضة السورية لتفاوض باسمها وتحقق مكتسبات سورية. فطالب بن سلمان الحريري بشد «احزمته» وان يتشدد في وجه حزب الله وعون وحلفاءهما وخصوصا في الملف السوري وفي السياسة الخارجية حتى تبيان مصير التسوية السورية والتي تعتبر السعودية انها اصبحت جزء منها بعد صفقات كبيرة اقتصادية وعسكرية وتجارية ابرمها الملك السعودي مع الرئيس الروسي.

في الملف الداخلي ايضا ترغب السعودية بإعادة لملمة الشارع السني حول الحريري وتريد من الحريري ان يستوعب الجميع بما فيهم خصومها وحلفاء سوريا وحزب الله كالنائب السابق مصطفى سعد والوزيرين السابقين ​فيصل كرامي​ و​عبد الرحيم مراد​. فكرامي ومراد تلمح الشخصية القيادية في حزب الله الى انهما قد يزوران السعودية قريبا فهما سيكون لهما حظ كبير في الانتخابات النيابية المقبلة وفق التقسيمات الجديدة والصوت التفضيلي فلا تريد السعودية ان تخسر قيادي سني واحد على ارض لبنان ولو كان «معادياً» للمشروع السعودي.

ويكشف القيادي ان التواصل مستمر بين حزب الله ورئيس الحكومة بشكل مباشر عبر الوزير ​محمد فنيش​ داخل مجلس الوزراء كما يتبادل المعاون السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل ومدير مكتب رئيس الحكومة نادر الحريري «الافكار» بين وقت وآخر في انتظار ان يستجد «موضوع كبير» داخلي يستدعي انعقاد جلسة للحوار الثلاثي في عين التينة بين حزب الله والمستقبل وبرعاية من الرئيس نبيه بري فهذا الحوار الذي كان يعقد دوريا وبانتظام مرة كل شهر متوقف عن الانعقاد فقط لكنه مكرس ومستمر ولم يلغ ويحل مكانه اليوم الحوار المجلسي والحكومي.