من المقرر، أن يعقد رئيس بلدية صيدا المهندس ​محمد السعودي​ مؤتمرا صحفيا اليوم الخميس في قاعة الحاج رفقي أبو ظهر في القصر البلدي، حيث سيتناول مختلف الأوضاع في مدينة صيدا بيئيا وإنمائيا، بعدما بلغت الإعتراضات السياسية والشعبية والبيئية ذروتها على "جبل العوادم" الذي إرتفع طولا قرب معمل ​معالجة النفايات​ الصلبة الحديث في منطقة "سينيق" على غير ما هو مخطط له، في خرق واضح لتوافق أعلن عنه سابقا بالتخلص منه في غضون أشهر عبر إعتماد طريقة الكسارات.

المؤتمر الصحفي يكتسب أهمية خاصة في توقيته، سيما وانه جاء بعد مؤتمر صحفي للأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري الدكتور ​اسامة سعد​ وللقاء تشاوري وموسع عقده في مركز معروف سعد الثقافي خصص للبحث في قضية غرق مدينة صيدا بالنفايات من خلال اقامة جبل جديد من العوادم نتيجة تراكم آلاف أطنان النفايات غير المعالجة.

واليوم، فان التساؤل المطروح في أروقة المدينة وصالوناتها السياسية، هل قرر السعودي المواجهة، أم الاستمرار بسياسة الدفاع والتبرير والوعود التي أطلقها بناء على وعود من إدارة معالجة معمل النفايات ولم تلتزم بها، وجعلته محرجا أمام المنتقدين أكثر من مرة؟.

ثمة من يقول أن الضجة السياسية والإعتراضات الشعبية في المدينة، مردها إلى شعور متزايد بإحتمال عودة ​مشكلة النفايات​ اليها، وقد شكلت هاجسا حقيقيا ومؤشرا لنسف ما حققته البلدية السابقة برئاسة السعودي نفسه.

وثمة من يقول، أن "الضوضاء"، تأتي في إطار التنافس الإنتخابي، على إعتبار أن مشكلة النفايات والقضايا البيئية تهم جميع أبناء المدينة ومنطقتها وهي "مادة دسمة" للإستقطاب إيجابا أو النفور سلبا، وخاصة بعد جعل صيدا وجزين دائرة انتخابية واحدة، وفق ​القانون الانتخابي​ الجديد الذي يعتمد الدوائر مع الصوت التفضيلي، وهي تجربة جديدة ستخاض للمرة الاولى في الاستحقاق النيابي لمعرفة النتائج.

مشكلة النفايات

ومهما يكن، فإن صيدا هذه الأيام تضج بمشكلة النفايات وجبل العوادم الذي ظهر فجأة في غضون ثلاثة اشهر، ولا يكاد يلتقي إثنان إلا وكانت الاحاديث البيئية ثالثهما، بعدما لم يعد من الممكن اخفاء الحقيقة، على أن المقلق ايضا في طرح طريقة المعالجة بإنشاء مطمر صحي ثان بجوار المعمل في تكرار لمشهد المشكلة البيئية المزمنة التي لم تنتهِ فصولا بعد من خلال اتهام سعد للشركة المشغلة (أي بي سي) ولبلدية صيدا الشريكة في الإشراف على عملها، بعدم ازالة المكب بطريقة سليمة عبر طمر أجزاء من الجبل الأول سابقا، واليوم إلقاء نفايات المعمل في البحر وفي البحيرة التي تكوّنت بين البر والحاجز المائي (أنشئ بكلفة حوالى 30 مليون دولار) لمنع تسرّب النفايات الى البحر.

سعد، شرح ان مدينة صيدا يفرض عليها ما لا طاقة لها عليه في مجال النفايات و​الصرف الصحي​، فما يرد إلى معمل معالجة النفايات فيها يومياً تزيد كميته عن 500 طن من المدينة واتحاد بلديات صيدا–الزهراني وبيروت ومناطق أخرى وتصب على شاطىء صيدا وفي بحرها ​مياه الصرف الصحي​ القادمة من 47 بلدة وقرية تقع في جوار صيدا"، وفي الوقت نفسه فإن مساحة صيدا تقل عن واحد بالألف من المساحة الكلية ل​لبنان​، بينما هي تستقبل حوالي 125 بالألف من كمية النفايات المنتجة في لبنان أي ما يزيد عن 125 ضعفاً عن القدرة التي تسمح لها بها مساحتها.

بالمقابل، طمأن رئيس بلدية صيدا السعودي الى ان جبل العوادم سيختفي خلال فترة لا تتعدى 10 أسابيع".

الى ذلك اتفقت النائب ​بهية الحريري​ وتيار "المستقبل" مع "​الجماعة الاسلامية​" على أهمية معالجة المشكلة البيئية، انطلاقاً من أن معمل فرز النفايات انجاز كبير في صيدا يجب الحفاظ عليه وتصحيح اي خلل موجود فيه، لا ان ننسف المشروع من أساسه، فيما اعتبر الدكتور ​عبد الرحمن البزري​ "أن صيدا تتحمل مشكلة نفايات عدة مناطق خارج نطاقها الاداري وصولاً الى العاصمة بيروت، وهذا ما يجعل المدينة معرّضة لتكرار الحوادث البيئية والضرر المستمر".