حديث رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ إلى ال​لبنان​يين عن أولى سنوات عهده الرئاسي، لم يقتصر على البيان الصحافي، بل تمّ بواسطة حوار إعلامي مع عدد من مسؤولي التحرير في القنوات التلفزيونية اللبنانية. وقد أراد الرئيس عون من وراء ذلك، تأكيد مبدأ الحوار بين السلطة الرسمية ووسائل الإعلام، وأهمية أن يكون كذلك بين الشعب والدولة، بما يحقق مصلحة لبنان ومصالح اللبنانيين.

لبنان بلد حوار، والرئيس عون ليست لديه خشية من أن يكون الحوار واسعاً وشاملاً وهادفاً، ولمصلحة البلد عموماً. ويدرك الرئيس أنه عندما توضع مصلحة لبنان في أولوية الأولويات، فإنّ الكلّ يجمع على التمسّك بعناصر قوة ولبنان وتعزيز قوة ​الجيش​ وتفعيل عمل المؤسسات، واعتبار المقاومة بوجه العدو الصهيوني ثابتة من الثوابت الأساسية الراسخة.

من هنا يأتي تأكيد رئيس الجمهورية بأنّ «إسرائيل لن تنتصر في أيّ حرب»، وأنّ «المقاومة هي ممارسة نضالية تستطيع أن تضع حدّاً لأيّ عدوان مهما كانت مرجعيّته»، يثبت بأنّ لبنان مع المقاومة دخل عصراً جديداً باتت فيه معادلة «الجيش والشعب والمقاومة» هي المعادلة الثابتة الراسخة، بارتكازها على عناصر القوة، وعلى عامل «قوّة لبنان في قوّته» الذي حلّ محلّ مقولات رجعية مخزية مثل مقولة «قوة لبنان في ضعفه»، والتي سقطت إلى غير رجعة.

موقف الرئيس عون، لا يحتمل تأويلاً، الرجل واضح، والموقف أكثر وضوحاً، وحين يشير إلى ما يمتلكه لبنان من عناصر قوة، تأتي هذه الإشارة في وقت يواجه لبنان ما يواجهه من تحدّيات وتهديدات خارجية، معنى ذلك أنّ الموقف هو لتحصين خيار المواجهة ضدّ أيّ عدوان وضدّ أيّ تهديد، أياً كان مصدره، بما في ذلك التهديدات الأميركية و»الإسرائيلية» التي «لا تخيف».

مسائل متعدّدة كانت محور إطلالة الرئيس عون بعد سنة على وصوله إلى سدة الرئاسة، لكن الأبرز في هذه المرحلة الدقيقة، ما أظهره من صلابة إزاء التحديات المصيرية. وهذا بالنسبة لنا، يشكل سمة أساسية من سمات التأسيس لمرحلة جديدة تطبع لبنان بطابعها المقاوم.

لبنان القوي، صمّام أمان لكلّ اللبنانيين، ولبنان القوي ممرّ إجباري للنهوض وتجاوز العثرات، ولبناء دولة مدنية ديمقراطية عادلة وقوية.

لبنان القوي بجيشه وشعبه ومقاومته، يصنع المعجزات. وانتصاره في ​حرب تموز​ 2006، على العدو الصهيوني وحلفائه، من المعجزات الكبيرة التي قهرت الاحتلال والعدوان.