لفتت مصادر نيابية الى وجود ازمة سياسية لم تتبلور معالمها بعد، ولم تتضح انعكاساتها على الاوضاع الداخلية في ​لبنان​، وتتمثل في موقف المملكة العربية السعودية من فريق سياسي فاعل وقوي في الوسط السياسي اللبناني، وله تمثيله الوزاري والنيابي والشعبي .

ولاحظت هذه المصادر ان ما صدر من تغريدات على صفحة وزير الدولة السعودي لشؤون ​الخليج​ ​ثامر السبهان​، مع ما تضمنته هذه التغريدات من تدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، خصوصًا بالوصف الذي أطلقه على حزب ممثل في الحكومة، والمطالبة بمحاربته، وما تبع ذلك من سفر رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ على عجل الى المملكة العربية السعودية، والغاء اجتماع مهمّ للجنة الانتخابية النيابية، ولقائه ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، والوزير السبهان، يؤكد وجود الازمة، دون معرفة نتائجها، وما اذا كانت الرياض ستنجح في ضرب ​حزب الله​ في لبنان، او ان هذا الحزب سيتمكن من ردّ الهجوم السعودي عليه دون المس بالاستقرار السياسي القائم حاليا في لبنان .

وتعتقد المصادر انه في الشكل هناك امور لا يمكن تجاهلها وهي ان وزيرا خليجيا يطالب بالقضاء على مكون سياسي لبناني من مكونات الحكومة، دون ان يصدر اي رد رسمي من الدولة اللبنانية، اللهم الا اذا كانت زيارة الحريري للسعودية، تدخل في اطار معالجة ما حصل.

ولفتت المصادر انه لم يصدر حتى الساعة اي تعليق رسمي من حزب الله حول هذه التطورات مشيرة الى ان احتمالات الرد تتأرجح بين امور عدة، ومنها ان يثير وزراء حزب الله في الحكومة هذا الامر في جلسة مجلس الوزراء اليوم الخميس مطالبين رئيس الحكومة بموقف او بتوضيحات حول زيارته الاخيرة الى السعودية، وعما اذا كان قدم احتجاجا لبنانيا على تصريحات السبهان، وانه اذا جاءت اجوبة الحريري مقنعة، فيمكن اعتبار ما حصل ازمة عابرة، واذا حصل عكس ذلك فان احتمال انسحاب الوزراء الشيعة من الحكومة امر ممكن، وعندها يكون حزب الله استبق اي خطوات سريّة تم التفاهم عليها بين السعوديين ورئيس الحكومة للنيل من هذا الحزب .

واشارت المصادر في هذا السياق الى ان رئيس الحكومة ابلغ رئيس المجلس النيابي ​نبيه بري​ ان "زيارة السعودية جيّدة وهناك اتفاق على الاستقرار، وان من يعبّر عن موقف المملكة هو ولي العهد محمد بن سلمان، وهذا يتناقض مع ماقاله السبهان من ان من يعتقد ان تغريداته هي مواقف شخصية فهو واهم .

وبانتظار معرفة الملامح التفصيلية لنتائج زيارة الحريري للرياض وكيفية ترجمة التفاهم بين الحريري والسعوديين الذين التقاهم، خاصة بالنسبة لاستقرار لبنان، لا تستبعد المصادر ان يدخل رئيس المجلس النيابي نبيه برأي توأم حزب الله على خط الوساطة مع السعوديين، ويزور المملكة تلبية لدعوة كان تلقاها لزيارتها ووعد بتلبيتها .

واستنتجت المصادر انه اذا كانت تصريحات السبهان ردّ على تعرض الامين العام لحزب الله للمملكة العربية السعودية، وان المطلوب وقف هذه الحملة، فان المشكلة سهلة الحل ويمكن معالجتها، وإلا فان الخيارات الاخرى لمعالجة هذه الازمة تنطوي على امور مبهمة ومعقدة، اذ انه لا يمكن للحريري وحده تبديد هواجس المملكة دون مواجهة حزب الله، وهذا يعني تجميد اعمال حكومته او الاستقالة وفي الحالتين، سيؤدي ذلك الى اهتزازات داخلية خطيرة .

وأملت المصادر ان تكون تصريحات الحريري بعد زيارته للسعودية بأن السعوديين حريصون على استقرار لبنان نابعة من توجه جدّي للملكة، والاّ تكون مواقف السبهان او الرياض، لها علاقة بما تخططه ادارة الرئيس الاميركي ​دونالد ترامب​ لمواجه ايران في المنطقة، او للانتقام من حزب الله الذي حمّلته هذه الادارة مسؤولية التفجير في السفارة الاميركيّة منذ حوالي ثلاثين عاما .