تبدو الأجواء الانتخابية في دائرة زحلة أكثر ضبابية من باقي الدوائر، خصوصا مع تعدد القوى السياسية القادرة على نيل الحاصل الانتخابي، حتى قال أحد المطّلعين: ستتوزع النتيجة بنسبة نائب لكل حزب او تيار او حركة او كتلة. يعزز هذا التوجه القراءة في أعداد الناخبين في دائرة زحلة البالغ 172555 ناخب، ويتوزعون على الشكل التالي:

سنّة: 48867 أي ما نسبته 28.32 بالمئة.

كاثوليك: 32295 أي ما نسبته 18.72 بالمئة.

شيعة: 27537 أي ما نسبته 16 بالمئة.

موارنة: 27000 أي ما نسبته 15.68 بالمئة.

أرثوذكس: 16470 أي ما نسبته 9.54 بالمئة.

أرمن: 8604 أي ما نسبته 4.99 بالمئة.

سريان: 5491 أي ما نسبته 3.18 بالمئة

يتبين من خلال دراسة اولية للقوى الحزبية أن ارتياحا يُسجّل عند السنّة و​الشيعة​ في حصول كل منهما على الحاصل الانتخابي الذي يخولهما انتخاب مرشحيهما بقدرات ذاتية. لذلك يبدو تيار "المستقبل" مطمئنا للنتيجة بسبب قدرته على "جذب اكثر من سبعين بالمئة من الناخبين السنّة لصالح مرشحه"، فيما يتوزع الباقي على مرشحي الخصوم والمستقلين في الطائفة، وتحديدا انصار الوزير السابق ​أشرف ريفي​ الذي يقوم بجولات في بلدات ​البقاع الاوسط​. لكن تيار "المستقبل" يسعى الى توزيع أصوات ناخبيه بما يكفل ايصال مرشح مسيحي حليف له، سواء كاثوليكي او ارمني. واذا كانت حليفة التيار الازرق رئيسة ​الكتلة الشعبية​ ​ميريام سكاف​ قادرة على الفوز بمقعدها من دون أي مساعدة مستقبلية، فإنها تحتاج لدعم رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ لرفع نسبة المقترعين لأي مرشح آخر تصرّ عليه.

لم يطمئن الحريري سكاف حتى الساعة، سوى التمسك بالتحالف معها. يتريث "المستقبل" لمعرفة التحالفات، وعمّا اذا كان الثنائي الشيعي سينّضم في لائحة واحدة الى جانب سكاف والحريري والتيار "الوطني الحر" في مواجهة أكثر من لائحة عمادها حزب القوات، القوة الناخبة الاكبر في ​مدينة زحلة​. اذا تم اعتماد هذا السيناريو، ستكون حصة العونيين مقعدين ماروني وكاثوليكي، وحصة سكاف مقعدين كاثوليكي وارثوذكسي، ويتوزع النواب: الارمني للطاشناق والسني للمستقبل والشيعي ل​حزب الله​.

بحسب المعلومات الاولية فإن حصة الشيعة ستكون للحزب، مقابل ان تكون حصة ​حركة امل​ في دائرة ​البقاع الغربي​.

بالمقابل، يستطيع حزب القوات خرق هذه اللائحة بأكثر من مقعد، لتصبح حصة ​التيار الوطني الحر​ مهدّدة من خلال بعثرته الاصوات التفضيلية على مقعدين. فإذا اراد القواتيون التركيز على مرشح او اثنين، فهم قادرون على حصد مقاعد مسيحية، وتحقيق نتيجة تتخطى نسبة التفضيلي فيها ما يحتاجه مقعدان بحسب استطلاعات رأي أجريت مؤخرا ولم تُنشر حتى الآن.

على هذا الاساس يسأل مطّلعون عن مسار التحالف الذي سيعتمده النائب ​نقولا فتوش​. فهو يرتبط بعلاقات جيدة مع اكثر من فريق، لكن خلافاته مع "الكتلة الشعبية" تضع القوى بين خيارين: اما سكاف او فتوش. كلاهما ينسج علاقات ممتازة مع الثنائي الشيعي، لكن "المستقبل" يفضّل سكاف، وكذلك تبدو مصلحة الثنائي الشيعي مع الكتلة الشعبية.

الارتياح عند "المستقبل" لا ينغّصه حراك الوزير السابق أشرف ريفي، والارتياح الشيعي لا يعكّره ترشيح أي سياسي حزبي معارض او مستقل او نائب سابق في الساحة الشيعية، فلا قدرة لأي مرشح آخر على حصد 5 في المئة من اصوات الطائفة الشيعية التي تعطي أصواتها التفضيلية لمرشح الحزب او الحركة، بعض النظر عن شخصه، بإعتبار ان الترشيح والاختيار سياسي.

ستبقى الضبابية سائدة حتى مطلع العام المقبل، قبل تحديد التحالفات. ولن تكون دائرة زحلة بمعزل عما يجري في باقي الدوائر. في حال خاض تيار "المستقبل" مواجهة انتخابية مع حزب الله، ستنعكس في زحلة اولا، عندها تختلط التحالفات، ويكون العونيون الى جانب الحزب ضد الحريري الذي سيجد نفسه مضطرا للتحالف مع القوات. لكن أين ستكون "الكتلة الشعبية"؟ لذلك يقول مطلعون: السيناريوهات مفتوحة، والانتظار سيد الموقف.