نشرت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية مقالا بعنوان "هل السعودية تدفع ​إسرائيل​ إلى الحرب مع ​حزب الله​ و​إيران​؟"، سألت فيه "ما الذي يربط استقالة رئيس الوزراء ​سعد الحريري​ المفاجئ وتهديد "حزب الله" بالتهديد مع السعودية وإسرائيل؟"، مشيرةً إلى أن "الحرير الذي استقال يوم أمس كان بواجه دائما حالات من عدم الفوز أثناء محاولته للقيلم بدوره كرئيس للحكومة ورحيله يبشر بآخر تصعيد للتوترات بين السعودية وإيران في المنطقة، مع ما يترتب على ذلك من آثار كبيرة على إسرائيل".

واعتبرت الصحيفة أن "الحريري رجل طيب، ولكنه ليس قائدا سياسيا طبيعيا وكان دوره كزعيم للكتلة السنية ال​لبنان​ية قد جاء بعد دفعه اغتيال رئيس الوزراء الراحل ​رفيق الحريري​ عام 2005"، مشيرةً إلى أنه "خلال فترة ولايته الأولى كرئيس للوزراء، من 2009 إلى 2011، اختار الحريري، من خلال التصميم، للعمل في ظل والده".

وأضافت "كانت هناك قوة أخرى تدفعه إلى هذا الدور وهي السعودية وقد دعمت السعودية منذ فترة طويلة السنة في النظام السياسي المتعدد الطوائف في لبنان خاصة أثناء الحرب الأهلية ولكنهم قدموا أيضا دعما ماليا لإمبراطورية الحريري التجارية ولم يستطع الحريري أن ينتقل إلى اليمين أو اليسار دون دعم سعودي، ولا يمكنه أن يرفض أوامرها بالعودة إلى لبنان كرئيس للوزراء".

وتابعت "خلال فترة الحريري الأولى، لم يواجه أي نهاية من الصداع، وزراء "حزب الله" في ​مجلس الوزراء​ الذين يمكن أن يسقطوا حكومته في أي وقت؛ والأعمال غير المنجزة للمحكمة الخاصة التي تحقق في مقتل والده؛ وتهديد وحزانة حليف "حزب الله"، الرئيس السوري بشار الأسد في ​سوريا​ ومعرفة معينة بأن حزب الله، المدعوم من الأسد، كانوا المذنبين في قتل والده كان يخضعه كل يوم نوعا ما للتعذيب وقد عكست هذه الأمور جميعها محاولة إيران المستمرة للحفاظ على نفوذها في لبنان واستعادة الأرض التي فقدتها عندما أدت انتفاضة شعبية ​14 آذار​ بعد اغتيال الحريري إلى انسحاب القوات السورية بعد 30 عاما".

وأشارت الصحيفة إلى أنه "بدعم مستمر من السعودية والولايات المتحدة، صمد الحريري هذه الضغوط لبعض الوقت لكن الدعم السعودي تراجع في عام 2010، عندما سعى الأمير عبد العزيز إلى التقارب مع الأسد وعندما رفض الحريري القيام بنفس الشيء، انسحب وزراء "حزب الله" من حكومته، وأدى إلى إزالته بطريقة مهينة، في حين التقى الحريري بالرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في واشنطن في كانون الثاني 2011 وعندما شاهدت وجهه عبر المكتب البيضاوي في ذلك اليوم، بدا الحريري مرتاحا تقريبا".

ولفتت إلى "أننا تفاجأنا عندما عاد إلى رئاسة الوزراء في أواخر العام الماضي، بعد الجمود الذي طال أمده في ​الحكومة​، وهو أمر سيئ للغاية ولم ينقسم الحجاب إلا عندما انتخب ميشال عون الحليف المسيحي لـ"حزب الله" رئيسا للجمهورية"، متسائلة "لماذا يعود الحريري في ظل ظروف أكثر صرامة من تلك التي سادت خلال ولايته الأولى؟ مرة أخرى، لأن السعوديين قدموا له عرضا لا يمكن أن يرفضه ولكن هذه كانت سلالة جديدة من الحكام السعوديين ولم يكن الملك عبد الله يحب إيران، التي وصفها بأنها رأس سم الثعبان المنتشر في جميع أنحاء الشرق الأوسط. لكنه اختار مواقعه لمواجهة خصومه، وخفض خسائره في لبنان في عام 2011 وخلفه الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وابنه الأمير محمد بن سلمان يبدو أنه مصمم على خوض الحرب ضد إيران من اليمن إلى سوريا إلى لبنان الحصول على رجلهم، الحريري، والعودة إلى بيروت على الأقل أعطاهم لاعبا في الميدان".

واعتبرت أن "الحريري واجه مهمة مستحيلة حقا خاصة وقد زادت هيمنة "حزب الله" على السياسة اللبنانية وعلى الرغم من استمرار الدعم الأميركي للقوات المسلحة اللبنانية، أصبح من الواضح بشكل متزايد أن "حزب الله" يمكن أن يخيف ويغلغل ويهيمن على الساحة اللبنانية".