أكدت مصادر سياسية بارزة ان استقالة رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ موجهة الى الرئيس ميشال عون قبل ​حزب الله​، ولو ان الرئيس المستقيل اعطى استقالته عنوان تحميل مسؤولية الاستقالة للحزب و​ايران​. ولاحظت المصادر ان ما دفع السعودية الى دفع الحريري نحو الاستقالة امرين رئيسين: الاول شعور السعودية بأن تسويات معينة قد تحصل في المنطقة وهو الأمر الذي سيكون على اجندة اللقاء بين الرئيسين الروسي ​فلاديمير بوتين​ والاميركي ​دونالد ترامب​ على هامش قمة جنوب آسيا، والامر الثاني قلب الطاولة في ​لبنان​ في وجه رئيس الجمهورية وحزب الله لمحاولة تحسين شروطها في لبنان والمنطقة، خصوصاً ان ​الرياض​ منزعجة جداً من مواقف الرئيس عون من حزب الله وسلاح المقاومة التي وصلت في الايام الاخيرة الى حدود تأكيده ان مصير سلاح المقاومة مرتبط بحل قضية ​الشرق الاوسط​.

ورأت المصادر ان ما يحكى عن امكانية حصول عدوان اسرائيلي على لبنان بعد انكشافه عربياً مستبعدة جداً، لان كيان العدو هو الذي يقرر توقيف العدوان، عدا انه غير قادر على القيام بعمل عسكري لانه يعرف انه يستطيع فتح الحرب لكن ليس هو من يقرر نهايتها.

ولفتت الى ان الضحية الاولى لاستقالة الحريري ستكون الانتخابات النيابية لانه من الصعب اجراؤها في ظل حكومة مستقيلة كما انه من الصعب جدا تشكيل حكومة جديدة تأخذ ثقة ​مجلس النواب​، خصوصا ان حلفاء السعودية سيدفعون البلاد نحو اوسع عملية توتير مذهبي وسياسي في حال قيام الرئيس عون و​الكتل النيابية​ (غير الحليفة للسنيورة) بتشكيل حكومة، وبالتالي فالامور عندئذ ستتجاوز التصعيد السياسي الى "الخربطة" الامنية، بينما حصر التصعيد بالاستقالة سيبقي الامور في لبنان تحت سقف التصعيد السياسي.