علمت صحيفة "الحياة" من مصادر لبنانية مواكبة للاتصالات التي يقوم بها رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ أنه ليس في وارد التسرع في تحديد الخطوات الدستورية لملء الفراغ في السلطة التنفيذية، وعزت سبب تريثه إلى إمكان استحضار مساع إقليمية ودولية يمكن أن تثني الحريري عن الاستقالة، بما يسمح بإجراء مشاورات على البارد للبحث مع الأطراف في مرحلة ما بعد هذه الاستقالة، لأنها لن تكون كما كانت طوال فترة وجود الحريري على رأس ​الحكومة​.

وفي هذا السياق، أجرى عون اتصالاً بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وتداول معه في المستجدات الراهنة، وأكد الرئيس المصري وقوف مصر إلى جانب لبنان رئيساً وشعباً ودعمها سيادة لبنان وسلامة أراضيه ووحدة شعبه، كما أجرى اتصالاً بالعاهل الأردني ​الملك عبدالله​ الثاني الذي أكد دعم بلاده وحدة اللبنانيين ووفاقهم الوطني وكل ما يحفظ استقرار لبنان.

لكن التريث في تحديد موعد للاستشارات النيابية الملزمة مع الكتل لتسمية الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة، لم يبدد من حال القلق حيال إمكان المجيء بحكومة سياسية يمكن أن يتجاوز رئيسها السقف الذي رسمه الحريري في تحميله ​إيران​، ومن خلالها ​حزب الله​، المسؤولية المباشرة عن وضع اليد على لبنان، إلا إذا كان البديل حكومة تكنوقراط تتولى الإشراف على اجراء الانتخابات النيابية المقررة في أيار المقبل، مع أن وجودها في ظروف استثنائية يطرح أكثر من سؤال حول مصيرها.

ويرافق القلق على مستقبل لبنان السياسي، قلق اللبنانيين على مستقبل ​الليرة اللبنانية​، وهذا ما دفع حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة إلى تأكيد استقرار سعر صرف الليرة مقابل ​الدولار​ الأميركي وأن هذا الاستقرار هو لمصلحة لبنان ويحظى بإجماع لبناني.