أكّد الكاتب والمحلل السياسي المحامي ​جوزيف أبو فاضل​ أنّ الرئيس ​سعد الحريري​ جاء بتسوية لرئاسة الحكومة بعد أن تنازل لوصول العماد ميشال عون لسدة رئاسة الجمهورية، مذكّراً بأنّ الأمين العام ل​حزب الله​ السيد حسن نصر الله ليس هو من تنازل، وهو الذي كان قد أعلن منذ اليوم الأول أنّ مرشحه لرئاسة الجمهورية هو العماد ميشال عون، وقد تمسّك به حتى اليوم الأخير، معتبراً أنّ من بدأ بالتسوية ووافق عليها هو الذي ضرب عليها اليوم.

وفي حديث إلى تلفزيون "NBN" ضمن برنامج "السياسة اليوم" أدارته الإعلامية أمل الحاضر فضول، رأى أبو فاضل أنّ من أتى بهذه التسوية هو الذي عاد وفرّط بها عبر هذه الاستقالة، مقلّلاً من شأن ما حُكي عن محاولة اغتيال تعرّض لها قبل أيام كما قيل، لافتاً إلى أنّ الأجهزة الأمنية نفت وجود معلوماتٍ لديها بهذا الشأن.

وإذ أعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ الرئيس الحريري لم يكن مهدّدًا أمنيًا بل كان يتنقّل بكلّ حرية وراحة، اعتبر أنّ الكلام الذي يردّده الرئيس الحريري والمحيطون به في هذا الصدد هو كلام مردود، وليس له أيّ مصداقية، مع احترامه للجميع.

الاستقالة مكتوبة سلفاً

ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ هذه الاستقالة مكتوبة سلفاً وهي موجّهة بصورة خاصة إلى الرئيس ميشال عون وإلى المقاومة وحزب الله، مشدّداً على أنّ الرئيس الحريري أخطأ، مذكّراً بما قاله سابقاً عن أنّه يجب أن يحافظ على هذه التسوية وهذه الحكومة، لأنّه في حال استقال لن يعود رئيسًا للحكومة.

واعتبر أبو فاضل أننا دخلنا الآن في مرحلة انتظار وترقب، مشيراً إلى أنّ الأنظار مصوّبة نحو قصر بعبدا وعين التينة لمعرفة ما الذي سيفعله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري.

وأعرب أبو فاضل، رداً على سؤال آخر، عن اعتقاده بأنّ الرئيس الحريري لن يستطيع العودة اليوم في الظرف الراهن كما يبدو، مشيراً إلى أنّ التواصل مقطوع معه، لافتاً إلى أنّه اتصل بالرئيس عون وأبلغه بتقديم استقالته بعد إعلانها عبر الاعلام وليس قبل ذلك.

الاستقالة قانونية مئة بالمئة

وأشار أبو فاضل إلى أنّ الرئيس الحريري باستقالته من المملكة العربية السعودية خالف كل الدساتير والقوانين المرعية الاجراء، وقد سجّل سابقة باعتباره رئيس حكومة لبنان، ذهب إلى السعودية على عجل وأجبر على الاستقالة، إلا أنّه أكّد أنّ هذه الاستقالة قانونية مئة مئة بمجرّد إعلانها من جانبه، لافتاً إلى أنّها ستُقبَل من قبل رئيس الجمهورية ولكن ليس الآن.

واعتبر أبو فاضل أنّ خطورة الموضوع سياسية أكثر منها قانونية، مشيراً إلى أنّ الخطورة السياسية أنّ الهجوم الذي شنّه الرئيس سعد الحريري على حزب الله لم يشنّه أحد من قبل، لافتاً إلى أنّ الإسرائيلي نفسه لم يفعل ذلك.

وإذ لاحظ أبو فاضل أنّ مشاعر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو نفسه تحرّكت مشاعره بعد هذه الاستقالة، رأى أنّ الرئيس سعد الحريري قدّم باستقالته وهجومه غير المسبوق ولا المبرّر على ​إيران​ هدية مجانية للعدو الإسرائيلي، تمثّلت بتصريحات المسؤولين الإسرائيلية اللافتة في هذا السياق.

هدية مجانية لإسرائيل

ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنّ المملكة العربية السعودية لم تكن لتقدم على هذه الاستقالة من دون أن يكون لديها معطيات، وقال: "إذا كانت السعودية تتصرف من دون رضا أميركا ستعود وتدخل بالحائط كما فعلت حين تصرفت بشكل أحادي في قضية كردستان العراق"، وسأل: "هل يمكن لولي العهد الأمير محمد بن سلمان أن يقدم على مثل هذه الخطوة من دون أن يشاور أميركا؟"

وشدّد أبو فاضل على أنّ الأميركيين لا يريد توتراً في البلد اليوم، وإذا كانوا موافقين على استقالة الرئيس الحريري، فيعني ذلك أننا مقبلون على مشاكل، وقال أنّ الرئيس الحريري يكون بذلك أدخلنا في الصراع الإقليمي في المنطقة الذي لطالما كان يشكو منه، وشدّد على أنّ الحريري ليس فارس سعيد ولا سمير جعجع، بل هو رئيس حكومة لبنان، ولذلك فإنّ كلامه يشكّل هدية مجانية لإسرائيل.

عزة وكرامة البلد

ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ واشنطن ليس عندها حلفاء بل عندها عبيد وأزلام بخلاف إيران وروسيا اللتين لديهما حلفاء، ولفت إلى أنّ رئيس حكومة قطر فضح كلّ شيء، وهؤلاء ليس لديهم قضية سوى تجميع الأموال والعمالة لأميركا وإسرائيل، وشدّد على أنّ التهدئة لا تبيح المحظورات، وهناك ضرورات يجب أن تقال، وأضاف: "اليوم نحن لا نستطيع أن نصفّق لهذا الخط الأميركي الإسرائيلي، ورأينا كيف باعت أميركا كلّ أتباعها بأبخس الأثمان، في حين أنّ الرئيس السوري بشار الأسد بقي وصمد لأنّ قوته لم تكن نابعة من أميركا".

وشدّد أبو فاضل على أنّ عزّة وكرامة هذا البلد موجودة بالجيش والشعب والمقاومة شاء من شاء وأبى من أبى، ولفت إلى أنّ الرئيس الحريري حرّ باستقالته، إلا أنّ كلّ التسهيلات كانت متوفرة للرئيس الحريري ليبقى حيث هو وليستعيد شارعه شيئاً فشيئاً بعد أن تركه بنفسه.

إسرائيل لن تشنّ حرباً

ورداً على سؤال عن موقف رئيس حزب القوات اللبنانية سمر جعجع، سأل أبو فاضل لماذا لم يستقل الدكتور جعجع، مشيراً إلى أنّه لم يكن قادراً على ذلك لإدراكه أنه لو استقال يستطيعون استبداله والاتيان بغيره ببساطة، بخلاف ما حصل بعد استقالة الحريري، حيث تعتبر الحكومة مستقيلة حكمًا متى استقال رئيسها.

وأشار أبو فاضل إلى أنّ هناك مسؤولية شخصية على الرئيس الحريري، متسائلاً كيف سيعود إلى البلد وكيف سيعمل بالسياسة بعد اليوم، واستبعد رداً على سؤال سيناريو الحرب، مشيراً إلى أنّ لا مصلحة لإسرائيل بشنّ حرب ضدّ لبنان اليوم، معتبراً أنّها ترتاح لما يحصل، لافتاً إلى أنّ استقالته تصبّ في مصلحة إسرائيل، وهو من حيث لا يدري خدمهم.

واعتبر أبو فاضل أنّ كلّ التفاصيل لم يعد لها قيمة أمام الهجوم الذي شنّه الرئيس الحريري على إيران وحزب الله والثناء الإسرائيلي الذي لقيه بنتيجة ذلك، وشدّد على أنّه لولا المقاومة والجيش لم تكن الجرود لتطهّر، ولبقي الإرهاب خطراً جدياً للبنان.

أين الرئيس سعد الحريري؟

وجدّد في هذا السياق الإشادة بالتعيينات الأمنية التي حصلت في مختلف الأجهزة الأمنية، من الجيش بقيادة العماد جوزيف عون والأمن العام بقيادة اللواء عباس إبراهيم وأمن الدولة بقيادة اللواء طوني صليبا وكذلك الجمارك، كما أثنى أيضاً على التعيينات القضائية التي حصلت مؤخراً، وتعيين القاضي هنري خوري رئيساً لمجلس شورى الدولة، من دون أن ننسى السياسة الاقتصادية والتجديد لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، الذي وصفه بأنّه ضمانة الليرة في لبنان، وصولاً إلى سلسلة الرتب والرواتب والموازنة، ما يعني أنّ إنجازات عديدة تحققت في ظل هذه الحكومة، رغم أنّ هناك إخفاقات أيضاً حصلت.

ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ ما يحصل يدلّ على أنّ الرئيس الحريري والرئيس عون كانا يحكمان البلد، مشيراً إلى أنّ ما حصل هو تخلٍ عن المسؤولية، متسائلاً: "أين الرئيس سعد الحريري؟ لماذا استقال من المملكة العربية السعودية؟ أين هو اليوم؟ لماذا لم يعد إلى لبنان؟" ولفت إلى أنّ تزامن الاستقالة مع التوقيفات التي أقدم عليها وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تبعث على الأسئلة، وتعني أنّه لن يرحم الرئيس الحريري، مشيراً إلى أننا على ما يبدو ذاهبون نحو تصعيد في قلب المملكة العربية السعودية، معتبراً أنّ الخطورة أن يخرج الأمير محمد بن سلمان بقرار غداً يدعو فيه الرعايا اللبنانيين في السعودية لمغادرة البلاد، وهذا سيعني خراب المنطقة.

السعودية تريد إخراج الحريري من اللعبة

وإذ لفت أبو فاضل إلى ما يحصل في الجنوب السعودي، تساءل عمّا إذا كان الأمير محمد بن سليمان "يصلي على النبي"، كما يقال، تجاه لبنان أم لم يفعل، مستغرباً كيف يخرج الرئيس الحريري بتلاوة بيان الاستقالة عبر قناة العربية وليس حتى عبر قناة المستقبل التابعة له.

ورداً على سؤال، اعتبر أبو فاضل أنّ تغريدات وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان لامست التسوية، ولكن الإدارة السعودية تريد إخراج الرئيس الحريري من هذه اللعبة، لافتاً إلى أنّ الرئيس الحريري لم يأخذ حقه من شركة "سعودي أوجيه"، وهم من أوصلوه إلى الإفلاس.

وإذ أكد أبو فاضل أنّه لا يتدخّل في الشؤون السعودية، أشار إلى أنّه يوصّف الأمور كما هي.

الحريري ليس مقتنعاً بالاستقالة

وأكد أبو فاضل أنّ لقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مهم جداً خصوصًا بعد استقالة الرئيس الحريري وكذلك في ضوء الخلاف العربي العربي الحاصل، مشيراً إلى أنّ الرئيس بري معروف بحنكته وقدرته على تدوير الزوايا، كما أن الرئيس الحريري لديه دعم خارجي كما لديه صداقات وعلاقات مع قادة الدول.

وشدّد أبو فاضل على أنّ الرئيس الحريري ليس مرتاحاً اليوم، حتى لو كان قد قدّم استقالته عن قناعة، مع تشكيكه بذلك، خصوصاً أنّ الرئيس الحريري كان يستعيد أمجاده وأمجاد والده ويعيد لتيار المستقبل دوره السياسية، وهو لا يمكن بالتالي أن يكون مقتنعاً بهذه الاستقالة التي أقدم عليها.

ورداً على سؤال، أشار أبو فاضل إلى أنّ زيارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في مستهلّ عهده لم تكن على قدر آمال وتطلعات اللبنانيين، مشيراً إلى أنّ الاستقبال الذي حظي به لم يكن يليق به كرئيس جمهورية لبناني، ما يوحي وكأنّ السعوديين لم يكونوا راضين عن وصول الرئيس عون، وأنّ الأميركيين هم من كانوا وافقوا على ذلك.

الحريري كان يعمل وكأنه باقٍ ستّ سنوات

وفي سياق آخر، اعتبر أبو فاضل أنّ زيارة رئيس الجمهورية إلى إيران يمكن أن تحصل بشكل سريع بعد تشكيل حكومة جديدة، ويمكن أن لا تحصل، لافتاً إلى أنّ إقدام السعودية على أيّ قرار متهوّر ضدّ اللبنانيين الموجودين في المملكة من شأنه أن يسرّع بهذه الزيارة، مشدّداً على أنّ هؤلاء اللبنانيين لم يرتكبوا أيّ ذنب، لكن من أقدم على توقيف ملياردير بحجم الأمير الوليد بن طلال يمكن أن يفعل أيّ شيء.

وأشار أبو فاضل إلى أنّه لا يمكن القول بأنّ ما يحصل اليوم هو ابن ساعته، لافتاً إلى أنّه قد يكون مدروساً سعودياً ولكنه ليس حريريًا، مشدّداً على أنّ الرئيس سعد الحريري كان يعمل أصلاً وكأنّه باقٍ رئيسًا للحكومة طيلة السنوات الستّ المقبلة، أي طيلة ولاية الرئيس ميشال عون، وعلاقته بالوزير جبران باسيل خير دليل على ذلك.

ورداً على سؤال، جدّد أبو فاضل رفضه أن يكون أحد الرؤساء أو القادة الأمنيين يحمل جنسية أخرى إلى جانب الجنسية السعودية، مشيراً إلى أنّ ذلك يسبّب مشكلة ولاء بشكل أو بآخر.

حكومة برئاسة كرامي أو مراد؟

ورداً على سؤال، أعرب أبو فاضل عن اعتقاده بأنّ هناك حكومة ستتشكّل بعد مرحلة من الانتظار، لافتاً إلى أننا سنعود إلى اعتبار النائب وليد جنبلاط بيضة قبّان، مشيراً إلى أنّ الأخير لا يزال متقدّماً في الوضع الداخلي، وهو يتقن القراءة السياسية ويعرف ماذا يفعل.

واعتبر أبو فاضل أنّ أيّ جولة انتخابية اليوم باتت خارج المألوف، مشيراً إلى أنّ السيناريو يقضي بتشكيل حكومة جديدة بعد فترة إما برئاسة الوزير فيصل كرامي أو برئاسة الوزير عبد الرحيم مراد، لافتاً إلى أنّ هذه الحكومة عندما تؤلَّف تُكلَّف بالذهاب للثقة، وعندها إذا كان وليد جنبلاط معها تحصل على الثقة، وإلا إذا تعرّض لضغط سعودي يحجب الثقة عنها، تبقى لتصرّف الأعمال حتى إجراء انتخابات نيابية، وعندها تكون حكومة الحريري قد انتهى أمرها.

ولفت أبو فاضل إلى أنّ هذه الحكومة لن تكون حكومة لون واحد، مشيراً إلى أنّ النائب وليد جنبلاط إذا وافق سيكون داخلها، ما يعني أنّ الدروز سيكونون ممثَّلين في هذه الحكومة، معتبراً أن لا شيء يمنع أن يكون مسيحيو 14 آذار خارجها، طالما أنّ كلّ شيء يتمّ وفق الأصول القانونية.

شريط شائك جديد؟

ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ الرئيس الحريري هو الذي تسبّب بهذا الانقسام، وهو اليوم خارج السلطة لن يكون رابحاً، وأشار إلى أنّ الرئيس الحريري أخطأ بعدم إصدار قانون عفو قبل الاستقالة، لكنّ القرار ليس بيده، معتبراً أنّ هناك تساؤلات كثيرة حول استقالته، معرباً عن اعتقاده بانّ الرئيس الحريري ليس راضيًا، خصوصًا بعد السياسة الانفتاحية التي كان يسير بها.

ورأى أبو فاضل أنّ إسرائيل في الجنوب السوري لا تريد سوى شريطاً شائكاً جديداً، وخروج حزب الله والإيرانيين من الجنوب السوري، لافتاً إلى أنّ هذا الأمر لا يمكن أن يمرّ مرور الكرام، مشدّداً على أن استحداث شريط شائك ثانٍ أمر غير وارد، خصوصًا أنّه يعني أنّ الإسرائيلي أصبح على خط دمشق الأردن، واعتبر أنّ إسرائيل تريد بذلك أن تضمن أمنها.

انقلاب في السعودية

وتحدّث أبو فاضل عن قراءة خاطئة في المملكة العربية السعودية، مشيراً إلى أنّ السعودي أصبح ضعيفاً جداً في الجنوب السوري، وهو خرج من المعادلة السورية، ولفت إلى أنّ السعودي خرج من الشمال السوري، وهو يسعى اليوم أن يكون شريكاً في الانتخابات العراقية، وهو ما يظهر من خلال اللقاءات التي يقوم بها مع بعض الشخصيات العراقية، ولا سيما الشيعية.

واعتبر أبو فاضل أنّ هناك انقلاباً سياسياً على هذا الصعيد، لافتاً إلى أنّ السعودي يحاول بذلك استخدام أوراق جديدة لبسط نفوذه، وأشار إلى أنّ منطقة الرقة تخضع للسيادة السورية أولاً ومن ثمّ للمزاج التركي، واعتبر أنّ السبهان أتى إلى الرقة في محاولة للدخول على هذا الخط، وقال: "نحن أمام حركة سعودية إلى حد ما غير سليمة، إذا لم نقل فاشلة".

محور المقاومة لم يعتد على أحد

ورأى أبو فاضل أنّ الخطوة السعودية اليوم خطوة ناقصة في غير مكانها وزمانها، متحدّثاً عن انقلاب قضائي واقتصادي وأمني وسياسي داخل السعودية، مشكّكاً بقدرة السعودية على القيام بانقلاب أمني في لبنان، في ظلّ المعادلة الثلاثية التي ستتكرّس أكثر في المرحلة المقبلة القائمة على الجيش والشعب والمقاومة.

ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنّ محور المقاومة والممانعة لم يعتدِ على أحد، وتساءل: "لماذا تراجعت السعودية وانكفأت عن لبنان ولم تتدخّل فيه طيلة ثلاث سنوات؟ وماذا قدّمت السعودية للرئيس الحريري من دعم" وأشار إلى أنّها لم تقدم له شيئاً بل تركته ليجد مصيره المجهول بنفسه، لافتًا إلى أنّه لم يكن لديه خلافات مع أحد، وقد احتضنه الرئيس نبيه بري وكذلك النائب وليد جنبلاط.

لن يُستثنى أحد...

ورداً على سؤال، تحدّث أبو فاضل عن حساسية سعودية إيرانية، متسائلاً عن سبب الاستغناء عن الرئيس الحريري بهذا الشكل في السلطة، مشدّداً على أنّ وجوده في رئاسة الحكومة كان يفترض أن يكون غالياً جداً بالنسبة للسعودية قبل غيرها.

وأشار أبو فاضل إلى أنّه عندما تشنّ إسرائيل هجومًا على لبنان، الحرب ستكون مختلفة هذه المرّة، وستكون صواريخ حزب الله من قلب بيروت، مشدّداً على أنّ الجنوب لن يدفع وحده الثمن، بل ستكون كلّ المناطق مستهدفة من قبل إسرائيل إذا ما جرّها فريق 14 آذار، معتبراً أنّ أحداً لن يُستثنى إطلاقاً إذا ما حصلت حرب إسرائيلية ضدّ لبنان.

ورداً على سؤال، شدّد أبو فاضل على أنّ الثلاثية الذهبية سوف تكون ناصعة في البيان الوزاري القادم، وأشار إلى أنّه لولا المقاومة وحزب الله في لبنان لما اكترث أحد في العالم بالوضع اللبناني، وقال: "يجب أن نحافظ على وجودنا وعلى حقوقنا كمسيحيين وكلبنانيين، ونحن لسنا موظفين عند أحد".

الانتخابات بعيدة المنال؟

وأشار أبو فاضل إلى أنّ إعلام 14 آذار يتعاطى وكأنّ إيران نصبت خيمة في قلب السراي الحكومي، وأشار إلى أنّ الإيراني حرّ أن يقول ما يريد، وعلى السعودي أن يردّ عليه بالطريقة نفسها بدل أن يدفع رئيس الحكومة سعد الحريري إلى الاستقالة بهذا الشكل.

ونبّه أبو فاضل إلى أنّ الانتخابات النيابية يبدو أنّها باتت بعيدة المنال في ضوء التطورات والمجريات الحاصلة، وقال أنّ قوى 8 آذار ستسعى بقوة لحصول الانتخابات في موعدها المقرّر في 6 أيار، مشيراً إلى أنّ الحكومة التي ستأتي ولو بقيت حكومة تصريف أعمال سوف تدعو لاجراء هذه الانتخابات، ومن حقّ وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال قانونياً دعوة الهيئات الناخبة.

الرئيس عون صُدم

وخلص أبو فاضل إلى أنّنا سنكون أمام مرحلة تهدئة أولاً، مشيراً إلى أنّه يعرف أنّ الرئيس الحريري ليس من كتب البيان الذي تلاه، وهذا البيان كان مدروسًا ليُحدِث مشكلاً وفتنة في البلد.

ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنّ الرئيس عون صدم بهذه الاستقالة، والرئيس عون كان يحضن جداً الرئيس سعد الحريري، وكان هناك شراكة سياسية بين الرجلين على كلّ شيء، وهو لم يكن يتصوّر أن يأتي يوم يستقيل فيه الرئيس الحريري نظراً للاتفاقات المشتركة بينهما على الصعيد السياسي وغير السياسي.

ورأى أبو فاضل أنّ الرئيس عون بالتأكيد أحبِط بهذا الموضوع، وأكّد أنّ المهمّ يبقى أنّ هناك ضمانة للوضع الاقتصادي من خلال مصرف لبنان، مشيراً إلى أنّ القيادات الأمنية والاقتصادية والقضائية هي التي تستطيع تسيير أمور البلاد والعباد، ويجب الحفاظ عليها.