تقول مصادر دبلوماسية عربية ان زيارة امير دولة ​الكويت​ الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح للملكة العربية السعودية أواخر الشهر الماضي، واللقاء الّذي جمعه وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أراد منه امير الكويت استطلاع وجهة النظر السعودية حول موقف الرياض من القمة ​الخليج​ية المقبلة، قبل ان تبادر دولة الكويت في توجيه الدعوات للزعماء الخليجيين، وما اذا كان قادة الدول المقاطعة لقطر سيشاركون فيها في ظل وجود امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

فهل ستنعقد قمة مجلس التعاون ل​دول الخليج​ العربي المقررة في دولة الكويت في كانون الاول المقبل؟.

في هذا السياق، ترى المصادر ان الكويت سعت وتسعى الى لعب دور الوسيط لحل الخلاف بين قطر والدول الخليجية الثلاث، ​الامارات​ العربية المتحدة، والسعودية، و​البحرين​ الى جانب جمهورية مصر العربية، وهي تميل الى اتخاذ موقف معتدل، خاصة وان أغلبية الكويتيين يرفضون مقاطعة قطر، كما تفعل الدول المذكورة، وتشدد على ان النتيجة الأفضل تتمثل بتسوية يقدم فيها الفرقاء كافة التنازلات الى بعضهم البعض للتوصل الى حل يرضي الجميع، وتتماشى هذه الرؤية بدورها مع المبادرات الاميركية في هذا الشأن .

ولفتت المصادر الى ان المعطيات المتوفرة حتى الساعة تشير الى ان الدول الخليجية الثلاث البحرين و​الإمارات​ والسعودية ترفض المشاركة في القمة في حال وجود امير قطر فيها، وهذا ينطبق ايضا على اجتماع وزراء الخارجية الذي سيقوم بالتحضير لانعقادها، ووضع جدول أعمالها وبيانها الختامي مثلما جرت العادة، وربما تطالب بإعطاء كرسي دولة قطر للشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، الذي تعتبره الدول المذكورة الامير الشرعي، وهذا مرفوض كليا من جانب القطريين .

والمعروف بحسب المصادر نفسها ان الروابط الوثيقة بين الدوحة وعدد من العناصر المتطرفة احد العناصر التي ينطوي عليها الصراع الدائر بين الدوحة والدول الخليجية الثلاث، وتشمل هذه العناصر مجموعة واسعة من التنظيمات بدءا من ​حركة طالبان​ و​إيران​، وصولا الى جماعة ​الاخوان المسلمين​، إلا ان العلاقة الاكثر اثارة للقلق هي تلك التي تربط قطر ب​تنظيم القاعدة​ .

هذا واكدت الكويت بحسب المصادر استعدادها لاحتضان القمة واستمرار وساطتها ومساعيها لحل الازمة، وفتح صفحة جديدة في مسيرة التعاون الخليجي .

وبانتظار ما ستؤول اليه الوساطة الكويتية تطرح بعض السيناريوهات المُحتملة فيما يتعلق بانعقاد القمة او تأجيلها، حيث ترى المصادر ان مشاركة جميع ​دول مجلس التعاون​، يعزز المحافظة على كيان هذا المجلس.

اما في حال عقدت القمة بغياب احد الأطراف فترى المصادر ان مثل هذا الامر يُعدّ سابقة في تاريخ هذه المجموعة، وانه في حال التأجيل من الصعب التكهن بموعد آخر لانعقادها، لاسيما وان هذا الامر مرتبط بحل الازمة .

ولا يستبعد المراقبون التأجيل في ضوء استمرار الازمة الراهنة، على اعتبار ان انعقاد القمّة في ظل الازمة يثير الكثير من المشاكل ولا سيّما في ما يتعلق بالعلاقات القطرية-الإيرانية الجيدة، والتي تشكل بحسب الدول المقاطعة للدوحة تهديدا لأمن الخليج.

ورجح المراقبون وفي حال فشل الوساطة الكويتية، وكذلك الجهود الاميركية لرأب الصدع بين الدول الاعضاء في المنظومة الخليجية، ان يتريث امير الكويت في توجيه الدعوات للدول الاعضاء الى اعمال القمة المقررة مبدئيا في كانون الاول المقبل .