اعتبر القيادي السابق في "​التيار الوطني الحر​" المحامي ​انطوان نصرالله​ أنّه من المبكر الحسم بدخول ​لبنان​ في المجهول، لافتا الى ان ذلك مرتبط بـ"الموقف الذي سيتخذه رئيس الحكومة المستقيل ​سعد الحريري​ لجهة امكانية تراجعه عن الاستقالة او توليه مهمة تشكيل حكومة جديدة".

واشار نصرالله في حديث لـ"النشرة" الى ان لبنان حاليا "على مفترق طرق خطير ودقيق، فبعدما كنا ننعم بنوع من تسوية وغض نظر عربي ودولي أدّى لتحييد لبنان عن البركان المشتعل في المنطقة، ها نحن اليوم نترقب ما اذا كان هذا القرار لا يزال موجودا او انّه قد تم اتخاذ قرارات أخرى". واضاف: "الصورة حتى الساعة لم تتضح وهي تحتاج لمزيد من الوقت لتتبلور".

ورأى نصرالله ان "طريقة استقالة الحريري والمكان الذي أعلنه منها، توحي بتحول شدّ الحبال الاقليمي وبالتحديد الايراني-السعودي الى عملية خطيرة وكبيرة"، وتساءل: "هل ستدخل السعودية لبنان في هذه اللعبة؟ وما حقيقة الموقف الاميركي والاوروبي مما يحصل"؟.

لبنان أهم من الانتخابات

وردا على سؤال، شدد نصرالله على ان استقالة الحكومة لا تمنع اجراء الانتخابات النيابية من الناحية الدستورية، باعتبار ان حكومة تصريف الأعمال قادرة على القيام بهذه المهمة، لافتا في الوقت عينه الى انّه "كان هناك لجنة وزارية تعمل على توضيح بعض بنود ​قانون الانتخاب​، والأرجح ان عملها توقف تماما مع استقالة الحكومة". وقال: "على كل الاحوال فان الانتخابات في لبنان ليست عملية تقنية بحتة، بل تتطلب توافقا سياسيا لا نعلم اذا كان لا يزال موجودا".

وتساءل نصرالله: "هل الجو العام سيسمح باجراء انتخابات تفرز طرفا رابحا وآخر خاسرا"؟، وأضاف: "نرى ان بعض الفرقاء لا زالوا ماضين بترشيحاتهم وباستطلاعات الرأي وبتشجيع المواطنين على انتخابات قد لا تحصل. وهذا أمر لا يمكن حسمه قبل أسبوع او 2"، مشددا على ان "الحفاظ على لبنان في هذه المرحلة أهم من اجراء الانتخابات".

للتعاطي بواقعية مع المرحلة

ووصف نصرالله المشاورات التي يقوم بها رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ مع فرقاء الداخل بـ"المفيدة جدا"، معتبرا انّها يجب ان تتوسع الى الخارج لتبيان حقيقة وضع الحريري.

واذ شدد على وجوب انصباب الاهتمام على "تمتين الوحدة الوطنية ومحاولة اقناع الدول الخارجية على عدم ادخال لبنان بالبركان المشتعل في المنطقة"، حث "المقربين من الرئيس عون على الابتعاد عن المكابرة والانصراف للعمل الجدي والتواضع، وتقييم الظروف وتحديد الأخطاء التي أوصلتنا الى ما نحن فيه، فلا يصورون للبنانيين ان البلد بألف خير وبأن الانتخابات حاصلة لا محال بموعدها". وقال: "الازمة قد تكون قصيرة كما انّها قد تطول كثيرا وبالتالي فلنكن واقعيين بتوصيف الوضع الراهن".

الحرب ال​اسرائيل​ية مستبعدة

واستبعد نصرالله ان تلجأ اسرائيل للاستفادة من الوضع الراهن بشن حرب على لبنان، معتبرا ان "الوضع في منطقة ​الشرق الاوسط​ كما هو حاليا يريح اسرائيل التي ترى ان الجيوش العربية الكبرى منهمكة بشؤونها الداخلية وتكاد تتفكك". واضاف: "لا شك ان ​حزب الله​ هو العنصر الوحيد المزعج لتل أبيب في المشهد ككل، باعتبار انّه لا يزال رأس الحربة بمواجهتها. لكن طالما هي غير متأكدة من ان الحرب عليها ستكون سريعة وتحقق النتائج المرجوة، فهي لن تقدم عليها".