اشارت وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية ​عناية عز الدين​ في كلمة لها خلال مؤتمرِ الدولِ الأطرافِ في اتفاقية الأمم المتّحدة لمكافحة ​الفساد​ إلى ان "​لبنان​ دولة صغيرة في حجمها ولكنها كبيرة في تنوّع مجتمعها بثقافاته ودياناته واتجاهاته الفكرية وكبيرة في التزامها بقيم الحرية وانفتاحها على الآخرين وكبيرة أيضًا في صمودها أمام التحديات على اختلاف أنواعها، تحديات استطعنا ان نواجهها ونتغلب عليها لا سيما الخطر الاسرائيلي و مؤخرا الخطر التكفيري الارهابي"، مشيرة الى اننا "اليوم امام ازمة سياسية متجدّدة أطلت علينا برأسها منذ أيام قليلة،كما ان أكثر التحديات الحاحًا بالنسبة الينا في السنوات الأخيرة هي تلك المنبثقة عن الحرب في ​سوريا​، فقد استقبل لبنان حوالي مليون ونصف المليون نازح سوري، أُضيفوا إلى قرابة نصف مليون لاجئ فلسطيني موجودين على أراضيه منذ عقود"، مؤكدة ان "هذا النزوح أسهم في مفاقمة الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتأزمة أصلًا في بلادنا، فارتفعت نسبة الفقر إلى ثلاثين في المائة (30%)، وتضاعفت معدلات البطالة إلى ما يزيد عن عشرين في المائة (20%)، وازداد الضغط على الخدمات العامة والبنى التحتية، وارتفع حجم العجز في المالية العامة، واتسعت فجوة الثقة بين المواطنين والسياسيين أكثر فأكثر، على خلفيات صراعات اقليمية ودولية مستعرة لم نشهد خواتيمها بعد".

وشدد عز الدين على ان "لبنان يسعى الى تحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs) ومعالجة التحديات ذات الصلة بما توفر لدينا من موارد محدودة، ونبقى متطلّعين الى قيام المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته في هذا الشأن لا سيما في ما يتعلق بأزمة النازحين،وفي هذا السياق أيضًا، نحن مقتنعون أنّ الفساد جزءٌ لا يتجزأ من معظم التحديات التي نواجهها، إن لم يكن كلها، ونحن اليوم أكثر اقتناعًا مما مضى بأن مكافحة الفساد باتت حاجة ملحة، وأنها يجب أن تكون جزءًا لا يتجزأ من استراتيجيتنا للمستقبل"، لافتة الى ان "مكافحة الفساد عمليةٌ معقدةٌ وطويلةٌ، وانّ نجاحَها يقترنُ بوجودِ ارادةٍ سياسيةٍ قويةٍ وواعيةٍ، وقد بدأت هذه الإرادةُ تتبلور في لبنان مؤخرًا بشكلٍ أكثر وضوحًا حتى أصبح موضوع مكافحة الفساد محلّ اجماعٍ غيرَ مسبوقٍ على المستوى السياسي، عبّر عنه فخامةُ رئيسِ الجمهورية ودولةُ رئيسِ ​مجلس النواب​ ودولةُ رئيسِ ​مجلس الوزراء​ في أكثر من مناسبة،والجديد أن هذا الاجماع السياسي لم يتوقف عند إعلان النوايا الحسنة وحسب، بل حقّق في أقل من سنة ما لم نتمكن من تحقيقه في أكثر من عقد من الزمن".