تأخذ إنتخابات ​نقابة المحامين​ هذا العام طابعاً إستثنائياً نظراً لما لها من أهمية. وحتى الأمس القريب كانت هي الإستحقاق الأبرز المنتظر خصوصاً وأن التفاهمات السياسية الكبرى في البلاد لم تترجم في هذه الإنتخابات فكان لكل حزب مرشحه، ليبقى السؤال: "من سيخلف ​أنطونيو الهاشم​ في نقابة المحامين وهل سينجح التيار في الفوز بهذا المركز من جديد أم؟!.

لا تبدو معركة نقابة المحامين واضحة المعالم، ولا يمكن التكهّن فيها سلفاً بمن يمكن أن يفوز مسبقاً، نظراً لإرتفاع حدّة المنافسة بين الأحزاب المسيحية فيها "​التيار الوطني الحر​" الذي يدعم ​فادي بركات​، ​القوات اللبنانية​ تدعم فادي مسلم والكتائب عزيز طربيه، اندريه شدياق، فريد الخوري (مستقل). هنا تشرح مصادر مطلعة أن "دعم "القوات" و"الكتائب" لمرشحين مختلفين جاء بعد وفاة المحامي نبيل طوبيا منذ شهر ونصف، وهو كان أحد أقوى المحامين المرشحين وقد تمكن من الحصول على دعم "القوات" و"الكتائب"، لتقوم بعدها "القوات" بدعم المحامي ايلي حشّاش لعضوية النقابة وتراجعت لتدعم فادي مسلم لمركز النقيب فتصبح المعركة بين الأحزاب المسيحية".

وفي رؤية المرشحين للانتخابات يشير فادي بركات الى أن "عنوان معركته هو "الشفافية والشراكة"، مضيفاً: "أنا مرشح لمركز النقيب ومدعوم من "التيار" وسأطالب بالاستقلالية في امتحانات نقابة المحامين وعلى معهد المحامين أن يشرف على هذه الامتحانات كما وبإعادة تنقية الجدول ممن لا ينطبق عليهم القانون". وفي حين حاولت "​النشرة​" الاتصال بعزيز طربيه ولم تتمكن من ذلك، أكّد فادي مسلم دعم "القوات" و"المستقبل" و"الاشتراكي" له، ولفت الى أنه "سيركز على تحويل معهد المحاماة الى معهد متخصص وتفعيل مركز التحكيم وإنشاء مركز له في النقابة".

في الاطار عينه، يشير اندريه شدياق الى أنه "يتكل على دعم المحامين النقابيين المستقلين ومن يشاء من المحامين النقابيين الذين لديهم ولاءات سياسية"، لافتا الى أنه "يجب تعزيز الدور التشريعي للنقابة، كما وتعزيز دور المحامين الشباب وتأمين عملية التواصل فيما بينهم". أما المرشح فريد الخوري فيلفت الى أن "برنامجه يحمل عنوان "نقابتي تتجدد"، مشيرا الى أنه "يسعى للقيام بنقلة نوعية باتجاه العمل المؤسساتي لأبعد حدود وإنشاء قواعد الحوكمة والمكننة"، مشددا على أن "هذه المعركة ستحمل الطابع النقابي أكثر من السياسي ما سيرفع من حظوظ فوزي في هذه الانتخابات".

في هذا السياق، تشير مصادر "النشرة" الى أن "نتائج المعركة "ضبابية" حتى الساعة خصوصاً وأن بركات ترشح الى الانتخابات سابقا ولم يفز، ويسري حالياً كلام عن أن بعض المسؤولين في "التيار" وهم من المحامين يسعون الى تسويق أندريه شدياق، في حين أن مسلم يحظى بدعم "القوات" و"المستقبل" و"الاشتراكي" وعزيز طربيه شقيق رئيس ​جمعية المصارف​ ​جوزف طربيه​ ومدعوم من الكتائب. ليبقى السؤال: "هل سينجح أي من "القوات" أو "الكتائب" في انتزاع مركز النقيب، أم أن تأثير وصول ​ميشال عون​ الى ​رئاسة الجمهورية​ سيساهم في إبقاء هذا المركز مع "التيار"؟!.