رأى المفتي الجعفري ​الشيخ أحمد قبلان​، في خطبة الجمعة الّتي ألقاها في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، "أنّنا أمام امتحان وطني كبير، بعدما شكّلت استقالة رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ منعطفاً خطيراً، ووضعت ​لبنان​ أمام تحديات صعبة وإرباكات خطيرة"، معرباً عن أمله في أن "تكون مواجهتها ومعالجتها في السياقات الّتي تعزّز الوحدة، وتثبّت الشراكة السياسية بشخص الحريري، الّتي وحدها تخفّف من حجم التداعيات، وتفتح الطريق أمام ما يجري من لقاءات ومشاورات لإيجاد المخارج والحلول العملية والموضوعية والمقبولة الّتي تعطّل هذه القنبلة الّتي أحدثتها الإستقالة الغامضة والمفاجئة".

وأعرب قبلان، عن أسفه لـ"إستقالة الحريري، الّتي لا ينبغي ألّا تكون آخر المطاف، فلبنان مرّ بأزمات أخطر وأكبر، وخرج منها بفضل حكمة البعض ورؤيتهم السديدة ومقارباتهم الوطنية"، مؤكّداً أنّ "المطلوب الآن هو التروّي والبحث في كلّ ما يحصّن السلم الأهلي، ويقطع الطريق على كلّ من يحاول العودة بلبنان إلى الإحترابات الداخلية والإنقسامات الطائفية والمذهبية، لأنّ ما جرى هو بالتأكيد محاولة غير بريئة، وعناوينها تحويل لبنان إلى ساحة صراع، وهذا ما نرفضه، بل يرفضه جميع اللبنانيين، ولن يقبلوا بأن يُستدرجوا إليه".

وأشار إلى "أنّنا قد جرّبنا الحروب، وتعايشنا مع كلّ أنواع وأشكال الفتن، وواجهناها بإرادة وطنيّة جامعة وهذا ما سنقوم به الآن، وسنتصدّى بكلّ قوّة لهذه المحنة الطارئة، بكلّ ما نملك من حرص على الوحدة وعلى الصيغة، وعلى البلد الّذي دفعنا من أجله وفي سبيله أغلى الأثمان"، مركّزاً على "أنّنا سنستمرّ في المقاومة وتقديم التضحيات، وعلى الخطّ والخيار الّذي يحمي لبنان، ويحفظ كرامته وكرامة شعبه في وجه كلّ من يعتدي على وحدتنا وسيادتنا".

وثمن قبلان، "الجهود الّتي تُبذل، ونقدّر المواقف الوطنية الّتي صدرت من كلّ الجهات السياسيّة، والّتي برهنت عن حسّ كبير بالمسؤولية، وعزم ثابت على عدم الرضوخ للإملاءات والتهديدات من أي جهة أتت"، مطالباً ​الدول العربية​ بأن "يكونوا إلى جانب لبنان في محنته، لا أن يكونوا عليه، وسبباً في انزلاقه إلى الفوضى، فلبنان تحمّل الكثير ودفع عن العرب وعن قضاياهم كلّ الفواتير، ولا يزال يدفع"، مبيّنناً أنّه "بات من غير المقبول لا من السعودية ولا من سواها أن يتعاملوا معنا بهذه الفوقية والإستعلاء، فالحلّ بحلّ النزاعات الإقليمية وليس بصبّ الزيت على النار، خاصّة أنّ لعبة الخراب الإقليمي تحوّلت خراباً على أهلها؛ ولبنان القويّ بضعفه قد ذهب إلى غير رجعة"، مشدّداً على أنّ "كلّ من يتصوّر أو يعتقد بأنّه قادر على تركيع اللبنانيين، وفرض شروطه وإرادته عليهم، يبدو أنه يعيش في كوكب آخر، وإذا لم يكن مقتنعاً فليسأل ​إسرائيل​ لعله يجد عندها الجواب، فالكيل عندنا بكيلين بوجه كلّ من يلعب بلبنان ومصالحه الوطنية".