لفت وزير الصحة العامة ​غسان حاصباني​، إلى أنّ "اتفاقية التعاون مع المؤسسة الفرنسية للدم، تكتسي بعداً استراتيجيّاً مهمّاً ومستمرّاً في مجال تنظيم وسلامة نقل الدم على المستوى الوطني"، مشيراً إلى أنّ "​لبنان​ خطى خطوات نوعيّة في المجال الصحي منذ بداية التعاون مع المؤسسات الفرنسية في العام 2006، بدءاً بتوقيع الإتفاق بين ​وزارة الصحة العامة​ والهيئة العليا للصحة "HAS" الّتي دعمت توجّهات الوزارة في تحسين نوعيّة الخدمات الطبيّة في المستشفيات، عبر تقديم الدعم التقني لتطوير نظام الإعتماد وتقييم المنتجات الطبية"، موضحاً أنّ "تنفيذ هذا الإتفاق، أدّى إلى تطوير نظام اعتماد المستشفيات وتطبيقه على ​المستشفيات الحكومية​ أيضاً".

ونوّه حاصباني، خلال التوقيع على تجديد اتفاقية التعاون مع المؤسسة الفرنسية للدم، إلى أنّ "أوجه هذا التعاون تطوّرت لاحقاً بتوقيع إتفاقيات تشمل مواضيع أخرى كتنظيم وضبط استعمال الأجهزة الطبية، تحسين عملية تسجيل الأدوية الجنسية وإدارة عملية نقل الدم مع الجهات المعنيّة في الجانب الفرنسي كالوكالة الوطنية لسلامة الدواء ومنتجات الصحة "Ansm" والمؤسسة الفرنسية للدم "EFS" وهي الجهة المسؤولة الوحيدة عن عملية التبرع وتخزين ونقل الدم وضمان سلامته".

وبيّن أنّ "أُسس هذا التعاون، تمّ ترسيخها بتوقيع اتفاقية بين وزارتي الصحة في لبنان و​فرنسا​، ويتمّ تنفيذ هذه الإتفاقيات بالتعاون مع المعهد العالي للأعمال "ESA" بعد أن أظهر خبرة في التنسيق بين وزارة الصحة والمؤسسات الفرنسية المعنية في إطار عقود تمّ توقيعها مع وزارة الصحة منذ العام 2010".

وركّز حاصباني، على أنّ "الإتفاقية هدفت إلى إعادة تنظيم نقل الدم في لبنان من أجل ضمان سلامة الدم ومشتقّاته وتأمين توفّره وتسهيل عملية حصول المريض عليه"، لافتاً إلى أنّه "وُضع برنامج لرفع مستوى هذه الخدمات لتتطابق مع المعايير العالمية بما يتوافق مع توصيات ​منظمة الصحة العالمية​. كما تمّت صياغة دليل الممارسات الجيّدة، ووضعت خطط العمل لتطبيق النظام الجديد. كذلك تمّ تقييم الوضع التقني في بنك الدم التابع ل​مستشفى بيروت الحكومي الجامعي​، ودراسة مدى ملاءمته للتحوّل إلى بنك وطني مركزي للدم، إضافة إلى وضع دفتر الشروط الفني المتضمّن الحدّ الأدنى من المعايير الواجب توفّرها في أنظمة المعلوماتية المستعملة في مراكز نقل الدم"، كاشفاً أنّه "تمّت صياغة الإجراءات التنفيذيّة ضمن نظام التيقّظ في عملية نقل الدم (Hémovigilance). وأخيراً اعتمدت إستراتيجية وطنيّة لنشر ثقافة التبرّع بالدم، وأقيمت حملات توعية وطنية عن أهميّة التبرع الطوعي بالدم".

وأكّد أنّ "تجديد اتفاقية التعاون بين المؤسسة الفرنسية للدم ووزارة الصحة العامة، يؤكّد الحرص على مواصلة تنفيذ خطط العمل في مجال نقل الدم في لبنان الهادفة إلى: نشر وتطبيق الممارسات الجيّدة عبر نظام اعتماد ورقابة تخضع له كلّ مرافق نقل الدم، صياغة القوانين والمراسيم التطبيقيّة الّتي تؤمّن جودة ومأمونيّة الدم ومشتقّاته، وضع إجراءات مراقبة منظمة لجمع وتتبّع وتقييم المعلومات عن العوارض أو ردود الفعل السلبيّة أو غير المتوقّعة الناتجة عن أخذ الدم أو فحوصات الدم لتحسين أمان عملية نقل الدم، إضافة إلى اتخاذ التدابير اللّازمة لتشجيع عمليّات التبرّع الطوعيّة والمجانيّة، وإنشاء شهادة دبلوم للمرّة الأولى في لبنان في مجال نقل الدم هدفها رفع المستوى وتحسين الأداء".

وشدّد حاصباني، على "أنّنا نسعى دائماً إلى تطوير جودة ​القطاع الصحي​ في لبنان، وتأمين الدم هو أساس في استمرارية هذا القطاع في تأمين الخدمات الأفضل نوعية للمرضى والمحتاجين كافّة لهذه الخدمات"، مركّزاً على أنّ "لبنان يعاني من فترة إلى أخرى من المشاكل، ويشكّل نقل الدم والتبرع به وسلامة الدم، أمراً أساسيّاً في هذه الحالات. أمّا في الحالات العادية، فنقل الدم وسلامته أمر أساسي في العمليات الّتي يتمّ إجراؤها في المستشفيات وتحسين نوعية الإستشفاء والصحة العامة في شكل عام".