ذكرت مصادر خاصة لـ"الأخبار" أن القائم بالاعمال السعودي في لبنان ​وليد البخاري​ بدأ منذ مدة لقاءات مع وجهاء العشائر العربية، وطلب بعد الأزمة من هؤلاء حشد وفود لزيارة ​السفارة السعودية​ في بيروت تأييداً لـ"الخيارات السعودية الحكيمة".

وكشفت المصادر أن موظفين في السفارة السعودية نشطوا خلال اليومين الماضيين على خط التواصل مع وجهاء العشائر في البقاع والشمال لتثبيت زيارة السفارة السعودية اليوم، والإدلاء بتصريحات تدعم قرار مبايعة شقيق رئيس الحكومة سعد الحريري، ​بهاء الحريري​.

ولفتت المصادر إلى أن بعض هؤلاء اتصل بقيادات في تيار "المستقبل" لإبلاغهم بنيتهم تلبية الدعوة، إلا أنهم سمعوا تمنيات بعدم التورط في هذا الامر، ما أدى الى بلبلة بين أركان العشائر، قبل أن يتم التوصل الى حل لا يغضب السعودية: أن يزور الوجهاء الموالون للحريري ​دار الفتوى​ قبيل التوجه الى مبنى السفارة للإيحاء بأنهم مبعوثون من قبل ​تيار المستقبل​. أما القسم الآخر، فاختار الذهاب رأساً إلى السفارة بعدما رأوا في ذلك فرصة لتمتين العلاقة مع السعودية، لا سيما أن هؤلاء يقدمون أنفسهم بديلاً من "المستقبل"، ليس لجهة الحشد الشعبي فقط، بل حتى للقيام بأدوار أخرى.

وفي السياق نفسه، عمل فريق الوزير السعودي ثامر السبهان على رجال الدين والجمعيات الدينية، وكان لافتاً التزام غالبية أئمة المساجد بتعليمات دار الفتوى لعدم إثارة الملف السجالي في خطب الجمعة، ما عدا مفتي الشمال مالك الشعار الذي بدا أقرب الى خطاب ريفي لناحية الحديث عن الاستقالة وكأنها أكيدة ومناقشة بنودها الخلافية. وهي وجهة يراد لها أن تتخذ الطابع الشمالي، مع تولّي كلّ من مصطفى علوش ومعين المرعبي وأحمد فتفت الخطاب التصعيدي، وحجة بعضهم أن ريفي سيقود الشارع الى المواجهة، علماً بأن الامور لا تتعلق بهذا الجانب، بل باعتراضات لدى هؤلاء على ما يعتبرونه قراراً مسبقاً بعدم ترشيحهم من جديد للانتخابات النيابية المقبلة.

وذكرت المصادر أن قيادة "المستقبل" تلقّت في المقابل طلبات من أنصارها في عكار وعرسال والطريق الجديدة وصيدا، بتنظيم تحركات شعبية تطالب بعودة الحريري الى بيروت. ولكن يبدو أن الموقف عند قيادة التيار يقضي بعدم الذهاب نحو هذه التحركات في هذه المرحلة.