أكّد الوزير السابق ​كريم بقرادوني​ ان "الاستقالة الاجباربة لرئيس الحكومة ​سعد الحريري​ كما كل ما يقوم به أو يقوله بالقوة او بالضغط أو بالاكراه لا مفاعيل له وفق القوانين"، معتبرا انّه "معتقل في السعودية ولا يمكن البت باستقالته طالما لم يعد الى ​لبنان​".

وشدّد بقرادوني في حديث لـ"النشرة" على ان رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ "يتعاطى بكثير من الحنكة والحكمة مع الأزمة الحالية ويدير المعركة بشكل ممتاز"، لافتا الى انّه "في المرحلة الراهنة يعطي الوقت اللازم للاتصالات الدولية التي قام بها لتبيان نتائجهاK خاصة وانّه عمد الى تحريك كل دول العالم لتمكين الحريري من العودة الى بلده". واضاف: "لكن بالنهاية لا يمكن ان يبقى البلد مشلولا ومن دون حكومة، لذلك واذا لم تتبلور نتائج الاتصالات الدولية قريبا فلا شك ان هناك خطة لكيفية الخروج من الأزمة".

سياسة "الخطوة خطوة"

ولفت بقرادوني الى ان "السعودية التي نعرفها هي الاعتدال والتوازن والساعية دائما لحل المشاكل، لكننا للأسف اليوم أمام سعودية أخرى بدل أن تحل المشاكل باتت هي المشكلة، علما ان مشاكلها لم تعد تقتصر معنا بل لديها مشكل مع كل العالم، اضافة الى مشكلة داخلية كبيرة باعتبار ان هناك حوالي 500 سعودي معتقل ومحتجز نتيجة الحملة الأخيرة".

وأشار الى "اننا حاليا أمام واقع جديد يتعاطى معه الرئيس عون وفق سياسة "الخطوة خطوة"، "لا سيّما وان لا شيء واضح بعد حول حقيقة الوضع في السعودية، فهل ما يحصل هناك انقلاب داخلها ذهب ضحيته رئيس حكومتنا ام انها عملية اصلاح كبيرة"؟. وأضاف: "هناك الكثير من الاسئلة التي تُطرح لكن لا جواب في لبنان أو خارجه".

واعتبر ان ما حصل يحتاج مزيدا من الوقت كي يتضح، مرجحا ان يخرج المجتمع الدولي خلال الأيام المقبلة بحل لمشكلة اخراج الحريري من السعودية. واضاف: "كل كلام يصدر عنه وهو في الاعتقال لن يؤخذ به. لو أطلق المواقف من ​بيروت​ او من باريس مثلا فعندها يُمكن ان نتأكد انّه يعبّر عن رأيه بحرية مطلقة".

لا عدوان ​اسرائيل​ي على لبنان

وتطرق بقرادوني للمخاوف الأمنيّة، لافتا الى "امكانية حدوث خروقات كالاغتيالات مثلا، من دون ان يتطور ذلك لانفجار أمني كبير"، مشددا على ان "الوحدة الوطنية اضافة للقوة العسكرية التي يتمتع بها جيشنا وقدرات الأجهزة الأمنيّة الشرعية، كما التفاهم مع ​حزب الله​ يجعل الامن ممسوكا وان كانت عملية اختراقه، كما يحصل في معظم دول العالم، واردة".

وأكد بقرادوني ان "احتمال شنّ اسرائيل عدوان على لبنان شبه معدوم، اذا كنا نتحدث باطار المنطق وليس الجنون"، مشددا على ان "كل الادبيات الاسرائيلية تقوم على ان جيش اسرائيل لا يشنّ حربا الا لصالح بلاده، ونحن لا نرى حاليا ان هناك مصلحة مماثلة مع كل ما يحصل في المنطقة والّي يصب لصالح اسرائيل، ان كان على مستوى الخلافات العربية–العربية، او على مستوى الصراعات داخل كل دولة".

ولفت الى ان "هدف تل أبيب ضرب حزب الله لكن توقيت التنفيذ هذه، تحدده مصلحة اسرائيل وليس اي دولة اخرى سواء كانت ​الولايات المتحدة الاميركية​ او السعودية".