أكدت مصادر دبلوماسية غربية بارزة في بيروت لـ"الديار" أن "الانفراج في ملف رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ أتى نتيجة الضغوط الدولية، وتحديدا نتيجة الرسائل الغربية الموقعة بالحراك الفرنسي والأميركي الحازم والعالي اللهجة والذي طالب بشكل مباشر ولي العهد السعودي بوقف التصعيد في لبنان الذي ليس مسموح لا للسعودية ولا لغيرها من الدول الإقليمية تعريض أمنه واستقراره وسلمه الأهلي لأي خطر جدي ،كما جرى التعبير في هذه الرسائل عن رفض المجتمع الدولي وعلى رأسه ​الولايات المتحدة الأميركية​ وفرنسا ومن ورائهما تباعا سائر دول ​الاتحاد الأوروبي​، للأزمة السياسية التي فجرها السعوديين في لبنان بعد ضغطهم على الحريري لتقديم استقالته لأسباب غامضة ترتبط بالأجندة السعودية التصعيدية بوجه ايران و​حزب الله​ في المنطقة.

المصادر الدبلوماسية الغربية عينها، شددت على انه "بالرغم من الانفراج السياسي الذي قدمه الحريري في اطلالته الأولى من السعودية بعد تقديم استقالته المفاجئة، لناحية تأكيده على التمسك بالتسوية القائمة في لبنان وبالحوار سبيلا لتسوية الأمور في وطن الأرز و بثقته الكبيرة بالرئيس ميشال عون وحرصه البالغ على الدستور وتطبيقاته، إلا ان هذا الأمر لا ينفي ولا يلغي أبدا الحقيقة التي يجمع حولها كل القوى الدولية التي تدخلت في هذه القضية، وهذه الحقيقة تقول بأن الحريري قد جرى تقييد حريته واجباره تحت الضغط والإكراه على تقديم استقالته بالطريقة المهينة التي تمت بها وبشكل مفاجئ وصادم للبنانيين ولكل المراقبين والمتابعين للوضع في لبنان".

وأشارت المصادر إلى أن هذا الانفراج الذي حصل قد تم بسيناريو فرنسي مدعوم أميركيا ومن كافة القوى الأوروبية الفاعلة، قد قضى بالسير قدما بخريطة طريق من قبل القيادة السعودية وفق خطوات أولها تخفيف قيود العزل عن الحريري وتعزيز قدرته على التواصل والتشاور مع كافة الأطراف الدولية، وهذا الأمر حصل من خلال اللقاءات التي جرت في الرياض بين الحريري وبين شريحة واسعة من الدبلوماسيين الأجانب الموجودين في المملكة العربية السعودية. وثانياً "تطمين اللبنانيين على أن زعيمهم ورئيس حكومتهم سعد الحريري هو بخير بالرغم من غيابه القسري عنهم، وهذا الأمر تمت ترجمته من خلال اللقاء المتلفز المعلّب للحريري الذي كان مجبرا خلاله على تقديم العديد من الرسائل السياسية التي حددها له حرفيا السعوديين، وهذا الأمر كان واضحا وجليا لكل المراقبين الذين أصابهم الذهول من الحالة السيئة التي أصابت الحريري بعد تقديم استقالته العلنية من الحكومة ودخوله مرحلة الأسر المستمرة".