أكد الرئيس الأسبق لدائرة الاعلام في ​مجلس كنائس الشرق الأوسط​، أمين سر اللجنة الأسقفية لوسائل الاعلام ​الأب يوسف مونس​ ان "علاقة من الاحترام الكلي والود والتفاهم لطالما سادت علاقة ​البطريركية المارونية​ بالمملكة العربية السعودية على مر التاريخ وهي علاقة لا تزال على ما هي عليه"، لافتا الى انّه "صحيح ان زيارة البطريرك ​مار بشارة بطرس الراعي​ هي الاولى من نوعها لبطريرك ماروني الى المملكة، الا ان بطاركة أرثوذكس كانوا قد زاروا الرياض اضافة الى وجود عشرات الرسائل بين البطاركة الموارنة والمملكة، فحبل التواصل لم ينقطع يوما".

واستغرب مونس في حديث لـ"النشرة" الجدل الذي حصل حول صليب البطريرك الراعي خلال الزيارة الى المملكة مؤكدا أن الصليب كان موجودا دائما وقد كان غير ظاهر في بعض الصور لأنّه كان تحت المشلح او الثوب الواسع الفضفاض. وقال: "المملكة تسير على خطى ​لبنان​ على مسار حوار الحضارات والأديان ونحن نتمنى ان يتم اعلان لبنان مركزا لهذا الحوار ولا شك ان ذلك يتطلب النأي بالنفس كليا عن قضايا الدول الأخرى".

الأزمة غير معقدة

وأكّد مونس ان زيارة البطريرك الى السعودية كانت مقررة قبل الخضة التي أحدثها اعلان رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ باستقالته، ولم يكن هناك امكانية لتأجيلها او الغائها، متحدثا عن "حفاوة رائعة لاقاها البطريرك والوفد المرافق من المملكة والملك"، لافتا الى ان الأخير وهب البطريرك الراعي كنيسة أثرية تعود الى ما قبل 900 سنة.

وقال مونس انّه تمنى لو عاد البطريرك الى لبنان بصحبة الحريري وعائلته، معربا عن امله في ان يعود رئيس الحكومة الى بلده في أسرع وقت ممكن، فاما يتنازل عن استقالته او يتم الانصراف لتكليفه من جديد تشكيل حكومة أخرى. وقال: "لا أعتقد أن الازمة معقدة خاصة في ظل الالتفاف الوطني غير المسبوق الذي تم حول الحريري ان كان من قبل القيادات السياسية وعلى رأسها رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ او من قبل الجماهير اللبنانية".

تخطينا حربا طاحنة تدميرية

واعتبر مونس أن "تدخلات بعض اللبنانيين سواء في ​اليمن​ او في ​سوريا​ أزعجت السعودية كما الحريري، فهو لم يعد قادرا على ان يحتملها"، مشددا على وجوب العودة الى "التفاهم والحوار بين المسؤولين السياسيين على التمسك بسياسة النأي بالنفس". وتساءل: "ما الهدف من التواجد في اليمن وسوريا؟ واين المصلحة اللبنانية بالدخول في صراع الجبارين ​ايران​ والسعودية؟ هذا صراع قديم عربي فارسي كما ويجب ان نبقى بعيدين كل البعد عنه".

وأشار مونس الى ان "مواقف المسؤولين اللبنانين وبالأخص الموقف الصلب للرئيس عون جنبوا البلد أخيرا حربا طاحنة وصاخبة كانت ستؤدي لعملية تدميرية واسعة. واضاف: "الحمد الله اننا تمكنا من التصدي لها جراء التعاطف الدولي الكبير معنا".

لماذا الموت خارج أرضنا؟

وأوضح مونس الموقف الذي اتخذه البطريرك الراعي من السعودية لجهة اعلانه تأييده الاسباب التي أدت لاستقالة الحريري، فأشار الى ان "احدا من اللبنانيين لا يجب ان يؤيد التدخل بشؤون دول أخرى، فنحن كنا ويجب ان نبقى جسر عبور واذا اختلفنا نختلف بين بعضنا البعض في الداخل اللبناني ونحل مشاكلنا من دون اقحام الخارج بها".

وشدد مونس على ان "​حزب الله​ كتلة لبنانية ومكون أساسي من المكونات اللبنانية لا يمكن الغاؤه، ولكن السؤال لماذا القتال والموت خارج حدودنا ولماذا اطلاق الصواريخ على المملكة العربية السعودية انطلاقا من اليمن"؟.