أكّد القيادي في "​التيار الوطني الحر​" ​ماريو عون​ ان رئيس الجمهورية العماد ​ميشال عون​ لا يتحدى بقراراته ومواقفه الأخيرة المرتبطة بوجوب عودة رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ الى بلده أي من ​الدول العربية​، مشددا على ان مواقفه نابعة من مسؤولياته الوطنية لجهة فرض احترام سيادة ​لبنان​ وقراره الحرّ، مؤكدا ان لا رغبة لديه بالخصومة مع المملكة العربية السعودية او غيرها من الدول العربية الشقيقة لكن على الاشقاء في النهاية أن يحترموا حرية لبنان وسيادته.

واعتبر عون في حديث لـ"النشرة" ان "بعض الدول العربية قد تكون تتعاطى مع لبنان كأخ أصغر تعتقد انها قادرة على ان تملي عليه ما تريده، لكن هذا الامر مرفوض تماما". واضاف: "كيف يريدون منا ان نصمت على وضع رئيس حكومتنا تحت الاقامة الجبرية في المملكة والاّ نطالب بعودته لنستمع منه على حقيقة موقفه"؟.

التصعيد ضدنا خطأ كبير

وأكد عون ان "الدولة اللبنانية لا تنتهج عملية تصعيديّة بوجه السعوديّة"، لافتا الى ان "التصعيد من قبلها سيكون بمثابة خطأ كبير بحق لبنان البلد الذي أحبها وسيظل يحبها". وشدد على ان هناك مسؤوليات تدفع الرئيس عون لقول الأمور كما هي تماما. واضاف: "مساء الاحد قال الحريري انّه عائد خلال يومين او 3، وقد مضت هذه الايام ولم يعد، ما يعني انّه غير قادر على تنفيذ ما يقوله".

وأشار ماريو عون الى ان الدولة اللبنانية "أطلقت عملية دبلوماسية كبرى للضغط لعودة رئيس الحكومة، وكانت معظم المواقف الدولية داعمة للبنان ومواقفه التي تنبع من قرار بالمحافظة على كرامة البلد وقراره الحر"، مشددا على وجوب ان "يأخذنا مؤتمر وزراء الخارجية العرب المرتقب يوم الأحد الى وحدة عربية لا الى مزيد من الانقسامات والخلافات".

وشدّد على ان قرار المشاركة بالمؤتمر يتخذه الرئيس عون، لافتا الى ان "لا خشية لدينا من المشاركة فيه وقول الأمور كما هي لأن موقفنا نابع من سيادتنا، فهل كانت أيّ دولة عربية أخرى لتقبل بأن يحصل مع رئيس حكومتها ما هو حاصل مع رئيس حكومتنا؟ هذا الامر بالنسبة لنا مرفوض جملة وتفصيلا".

هيمنة سعودية على "المستقبل"

وأكد عون ان "سياسة النأي بالنفس موجودة في البيان الوزاري واذا كانت الامور بحاجة الى توضيح، فذلك يتمّ باطار حوارات داخليّة، علما ان الرئيس عون لم يكن بعيدا عن اطلاق طاولة الحوار مجددا".

وردا على سؤال، اعتبر عون أن "​تيار المستقبل​ خاضع لنوع من الهيمنة السعودية على مواقفه خشية من عملية تصعيديّة"، لافتا الى ان مسؤولية رئيس الجمهوريّة تتخطى مواقف "المستقبل" وأي فريق آخر. وقال: "الرئيس عون كان أفضل من استوعب الصدمة والتحدي وتعاطى معهما بالكثير من الديمقراطية والحكمة من خلال الحوارات التي اجراها بعد اعلان الاستقالة، فلم يعتمد سياسة ردّ الفعل، ولكن وبعد مرور اكثر من 12 يوما على غياب الحريري كان لا بد من التحرّك لاننا بتنا في فراغ دستوري كبير يتوجب التصدي له".

وعن المواقف التي اطلقها ​البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي​ من المملكة وبالتحديد لجهة تأييده لأسباب استقالة الحريري، قال عون: "اصبح لدينا شكوك بالمواقف التي يعلنها اي مسؤول لبناني سواء ديني او سياسي يزور السعودية، وبالتالي نحن ننتظر عودة البطريرك الى لبنان لتبيان موقفه الحقيقي".