سنقول لكم بالنهاية: "أغفر لهم يا أبتاه لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون" لأن الحبّ يغلب الموت.

لكن هذا لا يخفّف من جرمكم يا من تدّعون العلم والمعرفة... ألستم جامعة لبنانيّة معترف بها من ​الدولة اللبنانية​ تحت إسم "الجامعة الأميركيّة للتّكنولوجيا-حالات" (AUT) وخاضعون للقوانين اللبنانية المرعية الاجراء؟ كيف تتجرأون على تدنيس مقدساتنا ​المسيحية​؟.

كيف يمكن لأستاذ جامعي أن يخطّط وينفذ مع تلاميذه أكبر عملية تشويه لأيقوناتنا المقدّسة؟ ألا يعلم هذا الاستاذ أو غيره أن الأيقونة حسب آباء الكنيسة هي "معجم لاهوتي يحوي بداخله كل التعاليم التي يمكن من خلالها أن نتعلم العبادة والصلاة والعقيدة" وأنها تأتي بعد القربان وذخائر القديسين لأنها المكان حيث الذي تمثله حاضر بشكل سرّي ومستتر.

تأخذون أيقونة "الضابط الكل" التي توضع في قبّة الكنيسة وتمثّل يسوع وهو يبارك بيمينه العالم وتحوّلونها إلى لوحة أقل ما يُقال فيها أنها شيطانية، سيّما وأن الفتاة التي تربعت على عرش السماء ترسم بيدها إشارة الشيطان! تشوّهون أيقونات الإنجيليون الأربعة والرسل الاثني عشر و​العذراء​ مريم والملائكة والاباء الاطهار...

ومن ثم تدَّعون أن كل ذلك من عمل التلاميذ وأنكم تحترمون المقدّسات الدينية!

كيف يمكن لتلاميذ في أي جامعة في العالم أن يقوموا بإعداد مشروع بهذا الحجم وتحضيره لأشهر وعرضه في حرم الجامعة دون علم الادارة؟ وعن أي تحقيق تتحدثون؟ وأي اعتذار تقدمون؟ وأنتم بفعلتكم هذه كأنكم دخلتم كنائسنا ودنّستم بيوت القربان فيها؟

اذا كُنتُم قد أسّستم ​حديقة البطاركة​ في ​الديمان​ فهل نظرتم إلى وادي قنّوبين من فوق؟ ماذا وجدتم فيها؟ أشباه رجال يتنازلون عن مقدّساتهم بسهولة؟ أو رجال إيمان بذلوا حياتهم للحفاظ على عقيدة الكنيسة؟

لا يمكن لأي تلميذ أن يخطط ويصنع تلك المجزرة بحق كنيستنا دون علم إدارته، ونحن نعلم جيداً أن أكثرية تلاميذكم قد تربّوا في مدارس الكنيسة في منطقة جبيل، فمن المستحيل أن يدّنسوا مقدساتنا دون تحريضٍ واضح من أساتذتهم. ألم يكن من الأفضل تشجيعهم على الفضيلة والخير والجمال والإفادة من لاهوت الايقونات ليكونوا جيلاً مقدساً، ربّما ترفع الكنيسة مستقبلاً صور بعضهم على مذابحها.

أيُ علمٍ هذا يقوم على تشويه المقدّسات؟ أيّ جامعةٍ هذه تأخذ من بلاد جبيل المقدسة، بلاد الحرف، بلاد شربل ورفقا والحرديني مقراً لها وتدنّس أغلى ما عندنا من مقدّسات؟ كيف تتجرّأون على دخول مدارسنا ثانيةً؟ ألا تخجلون من أفعالكم الشنيعة تلك ومن ثم تلقون اللوم على تلاميذٍ أبرياء؟.

اذا كنّا نغفر لمن أساء إلينا، لا يعني ذلك أبداً تسهيلاً لاستباحة مقدساتنا. وإذا كنّا أبناء الرحمة لا يعني ذلك أن الحق يموت لانه لا يوجد من يُطالب به.

وإذا كُنتُم صادقين باعتذاركم ترجموا ذلك بأفعالٍ علنية تعوّض عمّا اقترفتموه من خطايا لبنيان أبنائنا الذين في عهدتكم وليس الاعتذار ببيانٍ خجول لا قيمة له.

علّموهم وتعلّموا معهم أن الأيقونة هي كتاب مقدّس ملوّن.

علّموهم وتعلّموا معهم أن الأيقونة تفتح نافذة على الابدية.

علّموهم وتعلّموا معهم أن الأيقونة تُكتب بالدماء والدموع.

علّموهم وتعلّموا معهم أن الأيقونة أسقطت الشيوعية وانتصرت الكنيسة بها ومعها.

علّموهم وتعلّموا معهم أن الأيقونة رفيقتنا منذ المعمودية وحتى القيامة.

علّموهم وتعلّموا معهم أن حرباً دامت ١٢٠ عاماً من أجل تدمير الأيقونات ونزعها من الكنائس وأن دماءً كثيرة أهرقت من أجلها حتى تبقى لنا وللبنين من بعدنا.

علّموهم وتعلّموا معهم أن الأيقونة لا يُحسن رؤيتها إلا أنقياء القُلُوب.

إعتذاركم الحقيقي هو تقديم السجود الحقيقي للأيقونات المقدسة فيتجدد وجه تلاميذكم، ويمجدون بمسلكهم وجه الله.