علق الدكتور ​جيلبير المجبر​ على كلام النائب السابق ​فارس سعيد​ عن أن رئيس الجمهورية ​ميشال عون​ المسيحي يتحدى ​العالم العربي​، مؤكداً أن "كلام سعيد يأتي في إطار تصوير الرئيس عون كجهة مسيحية تحاول استفزاز العالم العربي المعروف باسلاميته المطلقة، وهو خطأ تاريخي لا يمس بالرئيس عون بل بهذه اللوحة الغنية من التنوع الديني الذي يمتاز به العالم العربي، ولو كانت الأكثرية من الطائفة الإسلامية الكريمة".

وفي بيان له، لفت المجبر إلى أن "سعيد يحاول من خلال حديثه الوقوف على خاطر بعض الدول ولو على حساب المبادئ والقيم، وهي خطيئة أكبر قد لا يغفرها التاريخ، فالاهم من السياسة والمصالح أن نبقى نتمتع بالحد الأدنى من المناقبية الأخلاقية والوطنية"، مشيراً إلى أن "الرئيس عون ليس جهة مسيحية تقف ضد أكثرية مسلمة، فهو يمثل دولة وبلدا بعيداً عن توجهاته وخلفياته الدينية والسياسية وبعيداً عن تقييمنا لآدائه ونظرتنا لما يدور في باله من أفكار وكيف يعكسها على أرض الواقع، من هنا الدعوة لأن نكون متيقظين للطريقة التي نتعاطى بها مع بعضنا، وكلنا عرضة لظروف قد تطرق بابنا، ولا سبيل لنا سوى بالحد الأدنى من التماسك الوطني".

على صعيد آخر، اشار المجبر إلى أن "الساحة السياسية الداخلية تعيش فراغاً من نوع آخر، فبعد استقالة الحريري المفاجئة من الرياض، ثمة قطبة مخفية تحكم مسار الأحداث السياسية، مع ما رافق ذلك من حرف الأنظار عن كل حاجيات الناس ومصالحها، صوب الاهتمام بكشف مصير الرئيس الحريري وعودة الحياة السياسية الى ما كانت عليه"، معتبراً أن "كل المواضيع أصبحت فعلاً ماضياً من انتخابات وتحالفات وتوازنات وتسويات، والحديث يتمحور فقط حول سؤال رئيسي "قولوا لنا ما الذي حصل؟!"، فالكل يُحلِّل ويخلق الأحاديث والمواضيع، فيما الأمور يبدو أنها تسير في مكان آخر وفقاً لمصالح تتخطى سقف الدولة اللبنانية ولبنان بأسره".

واعتبر أن "رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري نجحا في التخفيف من وطأة الأزمة نوعاً ما، لكن امتداد الأمور وعدم معرفة اي أفق فيما خص عودة الحريري كلها عوامل تجعل من الوضع الداخلي عرضة لحدوث تكهنات جمَّة، قد تسير غير ما تشتهي سفننا، خاصة مع عدم رغبة الجهات الخارجية وخاصة المملكة العربية السعودية في إيجاد مخرج للموضوع أقله حتى هذه الساعة، دون معرفتنا مكامن هكذا قرار".

وأضاف "المسعى الفرنسي يبدو انه وجد طريقاً آمناً، لكن خروج الرئيس الحريري من السعودية صوب فرنسا لا يعني بالضرورة عودة سريعة للبنان، كما أن عودته للبنان لا تعني بالمطلق فكّ العِقد السياسية، فكل الأمور رهن مخططات لا زالت تسير عكس المصلحة الوطنية"، مشيراً إلى أن "المطلوب اليوم إدارة الأزمة بمرونة عالية، والتريث في اتخاذ ما يلزم من إجراءات وقرارات، علّنا نعبر المرحلة بأقل الأضرار الممكنة على الوطن والمواطنين".