ذكرت صحيفة "الأخبار" أن "السعودية قررت توسيع المعركة لتصل إلى مستوى غير مسبوق من الجنون، ولتشمل، إلى المقاومة، رئيس الجمهورية ​ميشال عون​"، مشيرة الى أن "السعوديين تحدثوا مع الاميركيين، ومع جهات لبنانية تابعة لهم، بأن مواجهة ​حزب الله​ لا تقتضي فقط رفع الغطاء الحكومي عنه عبر إطاحة ​الحكومة​ ومنع دخوله أي حكومة جديدة، بل أيضاً رفع الغطاء الشعبي، وخصوصاً المسيحي، عن الحزب".

وأوضحت الصحيفة أن "هذا في رأي السعوديين، يتطلب تعاملاً مختلفاً مع الرئيس عون باعتباره الحليف المسيحي الأقوى لحزب الله والمدافع عن المقاومة وسلاحها، وأنه وفّر الغطاء حتى لدخول مقاتلي الحزب الى سوريا"، وكشفت مصادر للصحيفة أن "الاميركيين وبعض الغربيين، الى جانب السعوديين، يبحثون حتى في بدائل عن رئيس الجمهورية، سواء تم عزله بقوة شعبية، أو في حال حدوث وفاة مبكرة. وقال هؤلاء صراحة إنه لا يوجد بين قيادات ​14 آذار​ من هو قادر على تولّي الرئاسة، وأنه ممنوع إعادة طرح اسم ​سليمان فرنجية​ أو اسم ​جبران باسيل​. وبالتالي، المطلوب اسم من خارج النادي التقليدي، تكون له سمعة دولية، ويمكن أن يشكل عامل اطمئنان للداخل اللبناني لجهة الحياد السياسي والدور الاقتصادي".

ولفتت الصحيفة الى أنه "بعد زيارة الرئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​ ل​أبو ظبي​، أوفد مستشاره أوريليان دوشوفالييه الى بيروت، فيما توجّه هو الى الرياض في زيارة خاطفة. في السعودية، كرر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على مسامع ضيفه الفرنسي لائحة اتهاماته للبنان وحزب الله ولرئيس الحكومة ​سعد الحريري​ أيضاً".

وكشفت مصادر فرنسية مطّلعة للصحيفة أن "السعوديين قالوا انهم استدعوا الحريري الى الرياض قبل مدة، وأطلعوه على ملف مفصّل حول ما يقوم به حزب الله في اليمن، وطلبوا منه المبادرة الى خطوات عملية. لكنه لم يفعل شيئاً، ولم يصدر عنه أيّ ردّ فعل يطمئن السعودية بأنه سيتخذ مواقف حاسمة ضد الحزب"، لافتة الى أن "السعوديين يتهمون الحريري بأنه خدعهم منذ ترشيحه سليمان فرنجية للرئاسة من دون الحصول على موافقة جميع حلفائه في بيروت، الى ترشيح ميشال عون والتعهد بأنه سيضمن انتقاله الى جانبه بعد الرئاسة، ومن ثم في طريقة تشكيل الحكومة والموقف من الملف السوري، وصولاً الى الدور الإقليمي لحزب الله. مؤكدين أن جانباً من أزمة الحريري يتعلق بملف ​محاربة الفساد​ في السعودية".

وأوضحت أن "ما ساء السعوديين أكثر أن ​فرنسا​ قادت، الى جانب لبنان، الحملة الدبلوماسية العالمية، ما دفع ابن سلمان الى التراجع والإذعان للمطالب اللبنانية، فأبلغ باريس بموافقته على الإفراج عن الحريري، شرط أن يسافر الى فرنسا وليس مباشرة الى بيروت. وانتظرت الرياض وصول وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الى الرياض لمتابعة التفاصيل".