أكد سفير ​لبنان​ السابق لدى واشنطن ​رياض طبارة​ في تصريح لـ"الشرق الأوسط" أن "ما طالب به رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ في مقابلته التلفزيونية الأخيرة لجهة ربطه حل الأزمة اللبنانية بتطبيق سياسة "النأي بالنفس" سيكون عنوان المرحلة المقبلة بعد سقوط التسوية السابقة التي ارتكزت على "ربط النزاع" ووضع الأمور الخلافية جانبا، ما يحمّل لبنان مسؤولية التعامل مع هذا الموضوع بدبلوماسية بعيدا عن المواجهة".

وتوقف طبارة عند تصعيد الموقف اللبناني في الأيام الأخيرة الذي بحسب قوله "من شأنه أن ينعكس سلبا على لبنان"، لافتاً الى أن "الواضح أن هناك قرارا من ​الولايات المتحدة الأميركية​ والسعودية بمواجهة حاسمة ل​إيران​، ما يحتم على لبنان مقاربة الأمور ودراستها عبر مفاوضات داخلية وعربية وإقليمية، وهو من المفترض أن يكون وزير الخارجية ​جبران باسيل​ يقوم به في جولته الخارجية، لاتخاذ الموقف المناسب بهذا الشأن"، معتبرا أيضا أن "الكرة اليوم في ملعب ​حزب الله​ بشكل أساسي ومدى تجاوبه مع هذا المطلب الذي قد تتفاوت نسبته بين التهدئة الكلامية وعدم التصعيد وبين سحب مقاتليه من ​سوريا​ واليمن، وهي الخطوة التي لا يبدو أنها سهلة التطبيق في الوقت الحالي".

كما أشار طبارة، الى أن "لبنان الذي بات اليوم أمام مأزق حقيقي وقدرته التفاوضية محدودة، عليه اتخاذ موقف تهدئة وشرح موقفه الذي تتفهمه معظم الجهات المعنية تمهيدا للوصول إلى حل نهائي في المرحلة اللاحقة"، مشدداً على أنه "إذا لم يتجاوب واختار التصعيد خاصة مع السعودية، فعندها قد نصل إلى نتيجة غير مطمئنة، لأنه وبكل واقعية لن يكون قادرا على تحمّل نتائج هذه المواجهة خاصة في ضوء الحديث عن إجراءات قد تطال ليس فقط الحزب، إنما أيضا لبنان".