أكد الوزير السابق ​كريم بقرادوني​ ان هناك الكثير من النقاط والغموض التي تدور حول عملية احتجاز رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ مشيرا الى ان الأزمة انتهت بإخراج فرنسي تلقفته السعودية للخروج من أزمة أدخلت فيها السعودية نفسها باحتجاز الحريري.

ولفت بقرادوني في حديث تلفزيوني، الى ان الظاهر ان ماكرون عرف كيف يتحرك ووجد المخرج الذي انهى قضية احتجاز الحريري والرئيس عون كان له دور كبير في انهاء هذه الأزمة وهو بعد ان نجح في توحيد الساحة الداخلية توجه الى ممثلي الدول الخمسة وضغط دبلوماسيا، واشار الى ان هذه الوحدة فاجأت الحريري والضغط الدولي في النهاية الذي فرضه الرئيس عون أجبر السعودية على قبول العرض الفرنسي للخروج من الأزمة، فأمام ابقائها لرئيس الحكومة محجوز وبين الخروج من الأزمة أعادت السعودية حساباتها بعدما أخطأت بها في الداخل ال​لبنان​ي كما على الساحة الدولية.

وأكد ان موقف الرئيس عون الأخير تجاه قضية الحريري ليس تصعيديا بوجه السعودية، بل هو موقف شرعي لرئيس الجمهورية وهذا الموقف ضروري وهو اوضح ان كل لبناني يجب ان يشعر أن دولته تحميه، ولا يقبل الا ان يدافع عن رئيس حكومته، وبخاصة ان الجانب السعودي تصرف بعدم احترام مع لبنان ورئيسه من خلال عدم التجاوب ولمدة اسبوعين مع الرئيس عون وعدم توضيح السعودية الاجراءات التي اتخذتها بحق الحريري الى ان اجبرهم الرئيس عون في النهاية ان يطلقوا سراح الحريري.

ودعا بقرادوني السعودية الى ان تعود الى دورها الأساسي وهو دور الوسيط الذي لعبته طوال تاريخ علاقتها بلبنان، في الصراعات وقد تحولت مع قضية الحريري الى فريق في الصراع، ورأى ان هناك 3 احتمالات امام الحريري، الأول ان يعود الى لبنان ويسحب استقالته ويكمل بحكومة طبيعية وهذا الحل مستبعد، والثاني ان يأتي ويؤكد استقالته وحينئذ يفترض به ان يقوم باستشارات نيابية التي ستعطيه الأكثرية، وهنا السؤال ان هل سيقبل بإعادة تكليفه ويشكل حكومة وحدة وطنية بوجود ​حزب الله​ وهذا الاحتمال بعيد ايضا اما الحل الواقعي اكثر فأن يتفق مع الرئيس عون للبحث عن رئيس حكومة جديد، وإذ شدد بقرادوني على ان لا فراغ حكومي في ​الدستور​ بل تكمل ب​تصريف الأعمال​، إلا ان تشكيل حكومة من دون حزب الله يؤدي الى عزل الحزب وهذا في لبنان يعتبر خطأ كبيرا وبخاصة ان الرئيس عون لن يوقع على حكومة ليس فيها حزب الله، موضحا ان عزل الحزب يخلق مشكلة للذين يسعون لعزله لأنه وفق هذا الاحتمال لن تؤلف حكومات بعد اليوم في لبنان .

بقرادوني ذكّر ان حزب الله قوة اقليمية ولا ينحسر دوره في ​اليمن​ بحسب الادعاء السعودي، فهو يتحرك في ​سوريا​ و​العراق​ وغيرها من بلدان، وهو بات رقما اقليميا كبيرا وتجاهل هذه المسألة بأنه يمكن عزله في الداخل، لن ينجح لأن قوته تأتي من كونه مقاومة في الداخل كما بموقعه في المنطقة بمحور المقاومة.