اشارالسيد ​علي فضل الله​ إلى ان "​لبنان​ لم يخرج بعد من وطأة الصدمة التي أحدثتها استقالة رئيس الحكومة ​سعد الحريري​ المفاجئة، والتي تمت، كما بات من الواضح، في ظروف غير عادية، وأحاط بها الكثير من الغموض وما يزيد من هذا الغموض هو عدم تحقق الوعود التي وَعَدَ بها اللبنانيين بقرب عودته"، معتبرا انه "من الطبيعي، ومن الحكمة أيضاً، الإصرار من كلّ اللبنانيين، ومن أعلى المواقع السياسية والروحية، على الانتظار وعدم ترتيب أية آثار على الاستقالة أو البت فيها قبل عودته إلى لبنان. ونحن في هذا المجال، نأمل أن تكون الحركة الدبلوماسية الغربية التي شعرت بثقل تداعيات هذه القضية عليها، والإصرار من ​الدولة اللبنانية​، قد ساهمت في تحقيق هذه العودة"، مضيفا:"هذا لو حصل سيساهم في كشف الغموض أو بعض الغموض في هذه القضية، ويهدئ بال اللبنانيين عن مصير رئيس وزرائهم.. ولكن هذا لا يعني الحل، لكون الاستقالة قد تحصل، وكل الدلائل تؤكد ذلك، والأزمة سوف تستمر، وهي تعبر عن نفسها بمواصلة الضغوط على لبنان، ووضعه بين خيارين، إما اتخاذ موقف معادٍ من فريق لبناني وازن ومكوّن أساسي من مكونات ​الحكومة اللبنانية​، وإما أن يكون البلد عرضة للعزل السياسي والاقتصادي، وقد يمتد الوضع إلى أبعد من ذلك، مع ما يعنيه ذلك من استدعاء فتنة داخلية تطيح بكل أجواء الاستقرار التي نعم به اللبنانيون طوال الفترة السابقة".

وفي كلمة له خلال خطبة الجمعة اعتبر فضل الله انه "هذا الواقع بات يستدعي حواراً بين اللبنانيين على كيفية التعامل مع كلّ المخاطر التي قد تحملها إليهم المرحلة القادمة وبكلّ أبعادها.. ونريده أن يكون حواراً موضوعياً تُراعى فيه كل الهواجس والمخاوف الداخلية والخارجية، من دون الخضوع لضغوط الآخرين وإملاءاتهم التي قد تؤدي بالبلد إلى الفوضى وتهديد استقراره ووحدته ومصيره وبالطبع، هذا الحوار لن يتوافر إلا باكتمال عقد القوى السياسية وعودة الحريري"، مؤكدا الحرض "في الانفتاح على المحيط العربي، ونريد أفضل العلاقات معه، ولكننا نريد للعرب أن يراعوا مصلحة لبنان واللبنانيين، وأن لا يحمّلوا لبنان أكثر من طاقته، أو يحمّلوه مسؤوليات ينوء بها، والجميع يعلم أن الحلول هي ليست بيد اللبنانيين".

وشدد فضل الله على اننا "نريد من ​الدول العربية​ أن تراعي خصوصية لبنان في أية خطوة تخطوها معه، وأن تأخذ في الاعتبار توازناته على المستوى الطائفي والمذهبي، حتى لا تكون سبباً في فتنة لن تقف تداعياتها على الداخل اللبناني، بل ستمتد إلى المنطقة، فلا ينبغي لمن كانوا عوناً له في وأد الفتنة فيه وفي الملمّات، أن يدخلوه في فتنة تفتح لبنان مجدداً على أفق مجهول، وقد تعيد تصعيد الصراع في المنطقة، وتعطّل مشاريع التسويات التي قلَّصت من مساحة النيران المشتعلة إلى حد بعيد".